وسط تصاعد المنافسة على شراء كل ما هو نادر أو محدود، يجد المستهلكون أنفسهم في مواجهة غير عادلة مع الكائنات الآلية التي تهيمن على الأسواق الرقمية وتستحوذ على الفرص قبل المستخدمين الحقيقيين، وهو ما يغذي منصات إعادة البيع ويزيد من الإحباط بين المشترين.
شكّلت هذه الأزمة الدافع وراء تنظيم تجربة No Bot Shop، وهي فعالية ليوم واحد أطلقتها منصة وورلد World، المتخصصة في التحقق من الهوية البشرية، والتي أسّسها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي OpenAI، بالشراكة مع ماكس نوفندستيرن وأليكس بلانيا.
No Bot Shop.. تسوّق لا يُخضعك للكائنات الآلية
جسّدت شركة Tools for Humanity (أدوات من أجل البشرية)، المطوّرة لتقنيات منصة وورلد، مفهوم No Bot Shop على أرض الواقع من خلال متجر مؤقت في لوس أنجليس، أتاح للزوار فرصة نادرة لتجاوز هيمنة الكائنات الآلية عبر تقنية التحقق من الهوية البشرية باستخدام جهاز Orb.
فبمجرد إتمام المسح البيومتري لقزحية العين، يحصل الزائر على وصول حصري إلى مجموعة من المنتجات والتجارب التي يصعب عادةً الحصول عليها، بدءًا من الإصدارات المحدودة للأحذية الرياضية ومستحضرات التجميل، وصولاً إلى أجهزة الألعاب وحجوزات المطاعم الفاخرة.
يقول تياغو سادا، الرئيس التنفيذي للمنتجات في Tools for Humanity: "أنشأنا تجربة No Bot Shop ليوم واحد فقط، كي نتيح للأشخاص الحقيقيين فرصة عادلة للوصول إلى منتجات وتجارب غالبًا ما تسبقهم إليها الكائنات الآلية على الإنترنت".
رغم أن المشاركة لم تتطلب أي عملية شراء، إلا أنه أُتيح لكل من خضع للتحقق عبر جهاز Orb تدوير عجلة الجوائز التي ضمّت مجموعة واسعة من المفاجآت، من بينها تذاكر لحفل Oasis في لوس أنجليس. وبحسب الشركة، لم يغادر أحد المتجر خالي الوفاض، ما عزّز من شعور الإنصاف الذي افتقده كثيرون في تجارب التسوّق الرقمية.
ويؤكد سادا أن الهدف من هذه التجربة لم يكن الترويج للمنصة أو دفع الزوار نحو التسجيل، بل تقديم نموذج ملموس يُظهر كيف يمكن لتقنية التحقق من الهوية البشرية أن تعيد التوازن إلى عالم التجارة الإلكترونية. مضيفًا: "عندما تُثبت أنك إنسان، تحصل على وصول عادل وتحمي نفسك من الاحتيال".
World
بين الحماسة والشك.. هل يمكن الوثوق بالتقنية؟
على الرغم من الإشادة الواسعة بتجربة No Bot Shop بوصفها خطوة مبتكرة لإعادة التوازن بين الإنسان والتقنية، إلا أنها لم تَسلم من الانتقادات. فقد أثارت الفعالية نقاشًا واسعًا حول البيانات البيومترية، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وثقة المستهلكين في الشركات التي تجمع معلوماتهم الحساسة.
وفي حين تؤكد Tools for Humanity أن التجربة جاءت بوصفها احتفاءً بالهوية البشرية وفرصة لاختبار مستقبلٍ أكثر عدلاً في عالم التجارة الرقمية، يرى البعض أن الصورة ليست بهذه المثالية.
تحذّر موتالي نكوندي، الرئيسة التنفيذية لمنظمة AI for the People (الذكاء الاصطناعي للأفراد)غير الربحية، قائلة: "البيانات البيومترية تُعد من مجالات الذكاء الاصطناعي الأسرع نموًا، لكنها ما زالت تفتقر إلى الحماية الكافية. يجب أن يعرف المستهلكون ما الذي يحدث لمعلوماتهم بعد مغادرتهم المتجر".
رغم هذا الجدل، استقطبت التجربة مئات الزوار خلال يوم واحد، اصطفوا أمام المتجر لاختبار عملية التحقق عبر جهاز Orb، في مشهد يجسّد المفارقة بين فضول الناس تجاه التقنيات الجديدة ومخاوفهم من حدود الخصوصية في العصر الرقمي.