مركبة نادرة بمحرك من أربع أسطوانات، طورها مصنع مارانيللو وأعزها

ضابط بحري طيلة 58 عاما، ستمضي قريبا إلى حياة جديدة.

 

عرفت سيارة من طراز Ferrari 500 Mondial من عام 1955، تعود ملكيتها إلى العميد البحري المتقاعد، روبرت فيليبس، وتُشكّل مأثرة متقنة في عالم السيارات، مسارًا انتقل بها من الشهرة إلى الخراب فاستعادة مجد غابر.

 

تجسّد هذه المركبة طرازًا من السيارات المجهزة بمحرك من أربع أسطوانات اقتصر إنتاجه على ثمانية نماذج فقط. كانت انطلاقتها الأولى في سباق جائزة باريس الكبرى لعام 1955 لتنافس بعد ذلك في كثير من سباقات السيارات، ومن بينها سباق جائزة فنزويلا الكبرى لعام 1955 والذي أحرزت فيه المرتبة الأولى ضمن فئتها والمرتبة الخامسة ضمن عموم المركبات المشاركة.

 

 

لكن المركبة تُركت في النهاية ولسوء الحظ حبيسة محترف تابع لأحد وكلاء سيارات رامبلر في ريتشموند بكاليفورنيا. هناك تحديدًا عثر عليها سنة 1960 فيليبس فيما كان يرتقي سلّم المراتب في البحرية الأمريكية. يقول العميد: «هناك وجدت السيارة أشبه بخردة تغطيها الأوساخ والوحول. وإذ التقطت خرقة من على أرضية المحترف مسحت بها غطاء صمامات أسطوانات المحرك، وجدتني في حضرة مركبة من فيراري. شعرت آنذاك بأن عليّ إنقاذها». بعد أن ابتاع فيليبس سيارة السباق مقابل 2٫200 دولار (أي ما يعادل ثلثي راتبه السنوي آنذاك)، انشغل بالعمل عليها بيديه طيلة تسعة أشهر. وسرعان ما باتت المركبة تتجاوز من بعيد مصدرها أو أصلها الأقرب إلى حصان وثّاب. باتت المركبة أشبه بفرد من العائلة. وعن هذا يقول فيليبس: «كانت والدتي تعدها حفيدتها الأولى، لا سيما أنها عادت إلى الحياة بعد تسعة أشهر من العمر، فيما ابني كان يشير إليها بوصفها شقيقته».

 

 

في عام 2008، وفي أعقاب مشروع ترميم شامل استغرق ثمانية أعوام تحت إشراف الخبير في هذا المجال، ديفيد كارت، اختيرت السيارة في مسابقة بيبل بيتش للأناقة بوصفها أروع مركبة فيراري في الميدان.

 

 

ستعود السيارة الشهيرة، التي شكّلت موضوع ثناء واستحسان، مجددًا هذا الشهر إلى بيبل بيتش، لكنها عودة لا تخلو من بعض المرارة. فالعميد الذي بلغ الثانية والثمانين من العمر بات مستعدًا للتخلي عن سيارته المكشوفة التي ستدخل المزاد الرسمي الخاص بمسابقة الأناقة والذي تنظمه شركة غودينغ أند كومباني. تشير التقديرات إلى أن سعر بيع المركبة في المزاد قد يقارب 7.5 مليون دولار.

 

 

يقول ديفيد غودينغ، مؤسس شركة غودينغ أند كومباني: «إننا نحرص دومًا، قبل التفكير في إدراج أي مركبة ضمن المزاد، على التحقق من تاريخها، وأصالتها، وحالتها. أجمل ما في هذه المركبة أنها تستوفي هذه الشروط كلها. إننا نعتقد أن البحث عن الراعي التالي لهذه السيارة ينطوي على مزيج من المسؤولية والامتياز والمتعة». أجاب فيليبس، بكثير من التوكيد، لدى سؤاله عما يتمناه لمستقبل مركبته: «ليس من الملائم لهذه السيارة عرضها فوق منصة أحد المتاحف، أو الاحتفاظ بها ضمن مجموعة خاصة فلا يتسنى للآخرين رؤيتها. من الضروري أن ينتهي بها المطاف إلى شخص يقودها، ويستعرضها على مرأى من الآخرين، ويتحدث عنها».