يرى دييغو ديلا فالي، رئيس مجموعة تودز Tod’s، أن الاستثمار في الحرفية مبدأ راسخ يشكل قوة دافعة تتجاوز حدود مقر الدار. يكفي شاهدًا على ذلك كتاب "الأيادي الإيطالية: حكايات حرفيين من إيطاليا" Italian Hands: Artisanal Stories From Italy، الذي يقع في 286 صفحة، والذي أصدرته المجموعة مطلع هذا العام لتسليط الضوء على صُنّاع يتقنون مهارات نادرة مهددة بالاندثار لولا جهودهم.
لكن على ما يعلم أي مسؤول في موقع تنفيذي في قطاع المنتجات الفاخرة، لا تكتمل براعة هؤلاء الحرفيين إلا بجودة المواد الخام المتوفرة بين أيديهم. وإذ تطلق تودز مجموعتها الجديدةPashmy ، فإنها تهدف إلى رفع السقف عاليًا عندما يتعلق الأمر بتوفير الخامات الجلدية وهندستها.
Tod’s
حرفي يقص الجلد لصناعة الأحذية.
يكفي اسم المجموعة نفسه، الذي يستحضر الكشمير، للدلالة على مدى نعومة الجلد وانسيابيته. يقول دييغو ديلا فالي: "يمثل مشروع Pashmy من تودز التعبير الأصدق عن اختيار أجود أنواع الجلود من حيث الخفة والنعومة، وهو يذكر برقي صوف الباشمينا".
ولا شك في أن هذا الرجل يعرف كيف يختار وشاحًا. فإطلالته المعهودة تتمايز غالبًا بوشاح معقود حول العنق بدلاً من ربطة العنق التقليدية. يقول ديلا فالي: "في صميم مشروع Pashmy يكمن مفهوم الذكاء الحرفي.
Tod’s
سترة على هيئة قميص، حيكت من جلد Pashmy المقلوب (5,195 دولارًا).
إنها فلسفة تضع الإنسان ومهاراته في قلب العملية الإبداعية، فتصون المعارف التقليدية، وتضمن بقاء اللمسة البشرية عنصرًا أساسيًا في مراحل التصميم والتطوير".
لا يستطيع معالجة جلود Pashmy فائقة النعومة سوى الحرفيين ذوي المهارات العالية، أمثال أولئك الذين يعملون في منشأة تودز الإنتاجية في منطقة ماركي الإيطالية، حيث تُخفَّض سماكة الجلد إلى 0.5 ملليمتر فقط، من دون المساس ببنيته أو متانته.
Tod’s
حذاء رياضي من طرازT-Marathon ، مشغول من جلد Pashmy المقلوب (1,175 دولارًا).
فالجلود في معظمها تفقد تماسكها أو صلابتها عند الوصول إلى هذا الحد من المعالجة. وهذه الخاصية المتفردة تتيح ابتكار قطع أساسية عملية مثل حقائب الظهر، والسترات المنفوخة، وأحذية القيادة، التي تجمع بين النعومة والصلابة.
Tod’s
حقيبة للظهر مشغولة من جلد Pashmy المقلوب (3,695 دولارًا أمريكيًا).
وفيما تضمن عملية صباغة مزدوجة الحصول على تدرجات لونية عميقة وثريّة (بما في ذلك لون الشوكولاته البني المرغوب بشدة)، تحافظ معالجة مقاومة للبقع باستخدام مكوّنات طبيعية على ملمس الجلد الناعم وقابليته للتنفس، بموازاة حمايته من العوامل الخارجية.
يقول دييغو ديلا فالي: "إن جودة المواد، مقترنة بمهارة اليد البشرية، هي ما يصنع الفارق الحقيقي". وفي زمن يشهد تقليص التكاليف وصعود نجم الذكاء الاصطناعي، يبدو هذا درسًا جديرًا بأن تتأمله دور الأزياء الفاخرة الأخرى.
