من ورش كوفنتري بإنجلترا التي كانت مهد صناعة الساعات الدقيقة في القرن التاسع عشر، وُلدت شركة جاي بلاير آند سونز J Player & Sons عام 1858، ومنذ ذلك الحين وضعت اسمها بين كبار الصناع بابتكارات سبقت عصرها، بدءًا من أول ساعة من دون مفتاح إلى أدوات المرصد الملكي البريطاني. وبعد أكثر من قرن على تأسيسها، تُعيد الشركة اليوم كتابة التاريخ من جديد بعد أن سجّلت إحدى روائعها القديمة رقمًا قياسيًا عالميًا في مزاد أقيم بسويسرا.
ففي مزاد نظمته دار فيليبس أخيرًا بمدينة جنيف، بيعت ساعة جيب نادرة صُنعت عام 1907 مقابل 2.79 مليون دولار أمريكي، لتتوج بلقب أغلى ساعة جيب بريطانية عتيقة تُباع في مزاد علني.
القطعة التي تحمل اسم J Player & Sons Hyper Complication تُعد تحفة هندسية حقيقية تجمع بين وظائف متقدمة كانت بمنزلة ثورة تقنية في أوائل القرن العشرين. فهي تعرض أطوار القمر، وتحتوي على منبّه ميكانيكي فائق الدقة، إلى جانب مقياس حراري مدمج داخل آلية الحركة، في مزيج مذهل يجسد عبقرية الصانع البريطاني في ذروة مجده.
Phillips
حرص كارل بلاير، حفيد صانع الساعة الأصلي، البالغ من العمر 31 عامًا، على حضور المزاد بنفسه ليشهد بيع القطعة التاريخية التي ارتبطت بجذوره العائلية. كان كارل يقف أمام الساعة التي صممها جده الأكبر قبل أكثر من 118 عامًا، وعيناه تلمعان بمزيج من الفخر والحنين، وأوضح أن تصنيع تلك الساعة لم يكن أمرًا عاديًا، بل استغرق نحو أربع سنوات من العمل الدقيق والمتقن، وهو ما يعكس حجم الإبداع والالتزام الذي ميّز عائلته عبر الأجيال.
Phillips
ورغم أن دار فيليبس لم تكشف عن هويتي البائع أو المالك الجديد احترامًا لرغبتهما في الخصوصية، إلا أن المصادر تشير إلى أن المالك السابق اقتنى الساعة منذ عام 1974، ليحافظ عليها لأكثر من خمسة عقود قبل أن يُطلقها أخيرًا إلى العالم من جديد، شاهدةً على عبقرية الصناع في بريطانيا.







