وحدة الأداء العالي في شركة بي إم دبليو تحتفي بعيدها الخمسين من خلال مفهوم تصوّري لسيارة رياضية متعددة الاستعمالات هجينة تجمع بين الأداء المتفوق ومعايير الفخامة في القيادة.

في عام 1978، أثارت مركبة رياضية مميّزة من بي إم دبليو جلبة عالمية، فقد شكلت سيارة الكوبيه BMW M1 عالية الأداء أول سيارة من وحدة BMW Motorsport GmbH، المعروفة اليوم باسم BMW M، صُممت في الأصل للفوز في السباقات ووجدت طريقها أيضًا إلى الطرقات العادية. وبالرغم من الصعوبات التي رافقت ولادة المركبة خارقة الأداء التي حددت هوية BMW M، والتي أبدع خطوطها آنذاك المصمم الإيطالي جورجيو جيودجيارو، تحوّلت إلى واحدة من أشهر السيارات الرياضية في سبعينيات القرن الفائت.

واليوم تستحضر ذاكرة الهواة مجددًا ماضي تلك السيارة الأسطورية التي اقتصر إنتاجها على 460 نموذجًا فحسب، والتي جمعت بين التصميم المميز وتقنيات السباق المتطورة في ذلك الحين، فيما تتطلع الأنظار إلى مستقبل تعد به مأثرة جديدة من BMW M. ففيما تتهيّأ هذه الوحدة للاحتفاء العام المقبل بمرور 50 عامًا على تأسيسها، تكشف اليوم عن مفهوم تصوّري جديد لمركبة تليق بالغد وبإرثها.

في أواخر شهر نوفمبر تشرين الثاني الفائت، وفي سياق معرض آرت بازل ميامي، طرحت وحدة الأداء العالي لدى الصانع الألماني المفهوم التصوري للمركبة الرياضية متعددة الاستعمالات Concept XM SUV والتي ستجد طرقها إلى خط الإنتاج التسلسلي في مصنع BMW Group Spartanburg في الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية هذا العام.

وعلى ما جاء في تصريح الشركة، فإن السيارة الهجينة التي تزاوج بين تصميم هندسي جريء وقوة تساوي 750 حصانًا، ستعد بتجربة قيادة يجتمع فيها الأداء المتفوق مع معايير الرفاهية.

BMW Concept XM وخطوطها التصميمية

عند التأمل في المظهر الخارجي الجذاب لطراز Concept XM وفي تجليات الفخامة المميزة لمقصورتها الداخلية، لا يسعك أن تغفل عن البشائر التي تشي بأن شركة BMW M GmbH قد بدأت تشق طريقها بثبات في قطاع السيارات الفاخرة، بل إن أول ما يستأثر بالانتباه في السيارة هو بنيتها ذات الخطوط الهندسية الأكثر حدة مقارنة بما هو عليه الحال في طُرز بي إم دبليو القياسية.

ابتكر الصانع تصميمًا تقدميًا جديدًا للواجهة الأمامية التي تحتضن مصابيح تنقسم في وحدتين منفصلتين لتعزيز الجاذبية، ومنافذ هواء ضخمة، وشبكًا أماميًا مزدوجًا يحمل شعار XM الجديد في إشارة إلى قوة محرك V8 الذي يتحد مع محرّك كهربائي في نظام هجين ينتج قوة مهيبة، ويكمل هذه العناصر التصميمية غطاء طويل للمحرك وخط سقف ممتد بما يعكس في جانب المركبة مظهرًا يوحي بحيوية جامحة.

استحضر الصانع هذه الحيوية أيضًا في طلاء السيارة الذي جمع بين لون برونزي ذهبي غير لامع في الجزء العلوي من بنيتها ولون رمادي معدني في الجزء السفلي، فيما يفصل بين اللونين خط أسود عريض يمتد مثل الحزام أسفل النافذة.

وفي حين تضفي المرايا الخارجية المميزة لطراز M مظهرًا رياضيًا تقنيًا على السيارة، بموازاة غطاء الشحن خلف العجلة الأمامية اليسرى الذي يذكر بنظام القيادة الهجين، توحي العجلات المشغولة من مركب معدني خفيف بمقاس 23 بوصة بالقوة والصلابة.

أما الجزء الخلفي من السيارة، فتتداخل فيه النافذة الخلفية بانسيابية فيما الأضواء الدقيقة للغاية المصممة على شكل الحرف L، والممتدة عبر كامل الجزء الخلفي تقريبًا، تكرّس معالم التصميم الجريء الذي تتمايز خطوطه الحادة عن المنحنيات التي ألفناها في السيارات الحديثة والمركبات الرياضية متعددة الاستعمالات.

سيارة BMW Concept XM / بي إم دبليو

BMW Concept XM / بي إم دبليو

فخامة في القيادة

تتناغم المقصورة الداخلية التي تركّز على تجربة السائق مع المظهر الحيوي الخارجي لطراز Concept XM لتتجلى فسحة لاختبار التفوق في الأداء دون المساومة على الرفاهية في القيادة، تحضر هنا أيضًا الخطوط الحادة لتشهد على الهندسة القوية للمركبة، فيما ينعكس التناغم بين الطابع الرياضي ومعاني الفخامة في المواد عالية الجودة التي تشمل الجلد البني ذا المظهر المعتق، والنحاس، وألياف الكربون.

ولضمان تركيز السائق على الطريق بموازاة مقدرته على التحكم بكامل تفاصيل الأداء والقيادة، اختار المصممون شكلًا منحنيًا لشاشة العرض التي تمتد من فسحة السائق إلى منتصف لوح العدادات وتشمل مجموعة من العدادات الرقمية، فضلاً عن شاشة لنظام المعلومات والترفيه يرتفع فوق لوحة القيادة المركزية، وفيما يتدثر لوح العدادات، وحواف الأبواب، والمقعدان في الأمام، بكسوة من الجلد البني، نُجِّد المقعد الخلفي بالمخمل الوثير ليبدو أقرب إلى مجلس فخم للاستراحة تحت بطانة السقف المضيئة.

سيارة BMW Concept XM / بي إم دبليو

BMW Concept XM / بي إم دبليو

بي إم دبليو والأداء المبهر

صُممت سيارة BMW Concept XM لتعد بتجربة قيادة عالية الأداء. ولتحقيق هذه الغاية، اختار لها الصانع مجموعة حركة هجينة تجمع بين محرك V-8 من ثماني أسطوانات بسعة 4.4 لتر معزز بشاحن توربيني مزدوج ويتكامل مع محرك كهربائي عالي الأداء بقابس.

لم تعلن بي إم دبليو عن نظام نقل الحركة الذي ستُجهز به مأثرتها الجديدة، لكنها صرّحت بأنها ستكون قادرة على إنتاج قوة قصوى قدرها 750 حصانًا أو 550 كيلو واط (ما يعني أنها ستكون أقوى حتى من طراز Porsche Cayenne Turbo S E-Hybrid من بورشه الذي ينتج قوة تساوي 670 حصانًا)، فضلاً عن قوة عزم دوران بقيمة ألف نيوتن متر، بموازاة تحقيق مدى سفر كهربائي بالكامل يصل إلى 80 كيلومترًا.