ساعة العام
Jaeger-LeCoultre Reverso Hybris Artistica Calibre 179

بدا هذا العام أن التعقيدات الساعاتية الكبرى قد انتكست لصالح الابتكارات الحرفية البارعة، ولكن جيجر - لوكولتر صدمت الجميع بمُزاوجتها بين الميزتين في ساعة Reverso Hybris Artistica Calibre 179.

يحتضن هذا المعيار الحركي التفسير الرابع لآلية التوربيون متعددة المحاور Gyroutourbillon، وثاني تفسيرٍ تُطوره العلامة لهذه الآلية ليتلاءم مع العلبة المستطيلة المميزة لساعات ريفيرسو.

قبل سبع سنوات، ظهرت آلية التوربيون هذه لأول مرة في ساعة Reverso Tribute Tourbillon التي احتضن ميناؤها الهيكلي جسورًا مزخرفة مشغولة من الفضة الألمانية، فيما تمايز ميناؤها الآخر بلوحة فضية مزخرفة على نمط أشعة الشمس، تُحيط بنافذة آلية التوربيون القابعة في الخلف.

وقد أضفت العلامة على الإصدار الجديد طابعًا أكثر أناقة وعصرية، ذلك أن آلية التوربيون متعددة المحاور، التي تحتضن قفصًا داخليًا يُكمل دورة واحدة كل 16 ثانية وقفصًا مُلحقًا يُكمل دورة واحدة كل دقيقة، تبدو كأنها تطفو داخل إطار أزرق داكن، مشغول بتقنية الطلاء بالمينا ومزدان بشبكة من الخطوط الذهبية.

وعلى الوجه الخلفي، يبرز ميناءٌ هيكلي يتمايز بجسور ذهبية مطلية بلون أزرق داكن، ويتيح مطالعة بعض مكوّنات الحركة البالغ عددها 382 مكوّنًا. إنها بلا شك قطعة رصينة في عالم صناعة الساعات (يقتصر إنتاجها على 10 نماذج، والسعر عند الطلب).

الساعة الرياضية
Patek Philippe Aquanaut Annual Calendar Ref. 5261R

كيف تتفوق على ساعة صديقك من طراز Aquanaut؟ باقتناء أول ساعة تقويم سنوي في هذه المجموعة. ابتكرت باتيك فيليب تعقيد التقويم السنوي، الذي يعرض اليوم والتاريخ والشهر ويتطلب تصحيحًا يدويًا واحدًا فقط نهاية كل شهر فبراير، في عام 1996.

بعدها بعام، طرح الصانع السويسري أول طراز للنساء في مجموعة Aquanaut بآلية حركة من نوع الكوارتز. أما هذه السنة، فقد جمعت العلامة بين مزايا طرازي منتصف التسعينيات الناجحيْن في الساعة ذات الرقم المرجعي Ref. 5261R، والتي صيغت في علبة من الذهب الوردي اقترنت ببراعة مع ميناءٍ أزرق رمادي وحزام مطاطي وآلية حركة جديدة ذاتية التعبئة بدوّار مصنوع من الذهب زنة 21 قيراطًا.

قد تصنّف باتيك فيليب هذه الساعة في خانة الساعات النسائية، غير أن قطرها البالغ 39.9 ملليمتر وسمكها البالغ 10.94 ملليمتر يجعلانها مناسبة للجميع، وهذا ما يعني أن الطلب عليها سيكون شديدًا، فحظًا سعيدًا للطالبين (يبلغ سعرها 61,510 دولارات). 

لون بديع 
Chopard L.U.C 1860

تُعد مجموعة L.U.C من شوبارد نجمًا صامتًا في فئة الساعات الرسمية، ذلك أنها تشتمل على ساعات أنيقة تقترن بموانئ بديعة وتشطيبات رفيعة تلائم تصميمها الانسيابي والتقليدي.

ويتميز آخر إصدار في المجموعة بميناء مشغول من الذهب الخالص يزهو بلون السلمون ويزدان بزخارف يدوية على نمط غيوشيه (ابتكرت شوبارد هذا اللون باستخدام تقنية الجلفنة بدلاً من محاكاته على معدن أقل قيمة).

وقد نالت التشطيبات النهائية البارعة التي زينت آلية الحركة شهادة دمغة جنيف الفاخرة. وإذا كانت بعض سمات الساعة، مثل المؤشرات المشغولة من الذهب الأبيض التي اتخذت شكل حرف V، تبدو مألوفة، فذلك لأنها إصدار طبق الأصل عن طراز L.U.C الأول الصادر عام 1997 في علبة بقطر 36.5 ملليمتر.

باستثناء تحديثات الميناء، تمايزت الساعة بآلية الحركة المطورة L.U.C 96.40-L وبعلبة مشغولة من Lucent Steel، المركب الفولاذي المسجل باسم شوبارد والذي يحتوي على 80% من العناصر المعاد تدويرها (يبلغ سعرها 23,300 دولار).

القديم المتجدد 
Daniel Roth Tourbillon Souscription

تُعد ساعات دانيال روث منشودة بشدة في صفوف كبار الجامعين الضليعين. في عام 1988، أطلق الصانع السابق في أوديمار بيغيه وبريغيه علامته، ليصبح بذلك من أوائل صانعي الساعات المستقلين المعاصرين، وقد نال شهرة كبيرة بسبب مقاربته المُبدعة للتعقيدات الساعاتية الكلاسيكية في طيّ علبة فريدة التصميم.

في عام 2000، بيعت العلامة لشركة بولغري، التي أصبحت في ما بعد مملوكة لمجموعة LVMH. أما هذه السنة، فقد وُضعت العلامة تحت إشراف ميشيل نافاس وإنريكو باربازيني، كِبار صانعي الساعات في مُحترف La Fabrique du Temps، الذي اقتصر نشاطه سابقًا على صناعة ساعات لويس فويتون، وقد كانت النتيجة ساعةً سديدة تحتفي بتصاميم دانيال روث الأصلية.

تتمايز ساعة Tourbillon Souscription بعلبة على هيئة بيضاوية مزدوجة مميزة (أبعادها 38.6 ملليمتر × 35.5 ملليمتر)، وبآلية حركة جديدة ذاتية التعبئة، تزهو مكوّناتها بتشطيبات يدوية وتُوفر احتياطيًا للطاقة يدوم 80 ساعة.

أما الميناء، فمشغول من الذهب الأصفر ويزدان بالزخارف المسمارية Clous de Paris (من المقرر أن تطرح العلامة 20 نموذجًا فقط من هذه الساعة عن طريق الاشتراك، ويبلغ سعرها 158,200 دولار). 

الساعات الجواهر
Cartier Baignoire Allongée

لا تكاد ساعة كارتييه الطليعية المطلوبة Baignoire Allongée "حوض الاستحمام الطويل" تحتاج إلى أي تجديد لتظل ساعةً حديثة. فمنذ أصدرها فرع كارتييه لندن في حقبة الستينيات الصاخبة، ظلت واحدة من أروع الساعات المتعددة الأشكال التي أطلقتها الدار الباريسية.

ولكن الإصدار الأحدث المتمايز بميناءٍ فسيفسائي سيحقق غاية الحريصات على تقدّم ركْب الأناقة. يزهو الميناء بألوانٍ تستحضر التدرجات اللونية المختلفة للأنهار الجليدية الناتئة، وهي ثمرة اجتماع شظايا مقطوعة بالليزر من عرق اللؤلؤ والفيروز والجزْع والذهب الأبيض، وحصيلة استخدام تقنية التطعيم بالخشب التي أضفت على الميناء طابعًا تصويريًا.

وتتناغم هذه الألوان مع قرصٍ من الذهب الأبيض بهيئةٍ مقلوبة، يتألق بضياء الألماس والإسبنيل الرمادي والتورمالين الأزرق. والخلاصة هي أن خطوط كارتييه المنحنية لم تبدُ يومًا بمثل هذه الحدة (يقتصر إنتاج هذه الساعة على 50 نموذجًا، والسعر عند الطلب). 

الإبداع في التصميم 
Chanel J12 Hyper Cybernetic

سارت شانيل هذا العام على طريق الازدواجية مع ساعة J12 Hyper Cybernetic الجديدة. وبالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تطرح فيها الدار ساعة بميناء متباين الألوان (سبق أن طرحت موانئ مماثلة في مجموعة J12 Paradoxe)، فإنها المرة الأولى التي تُصدر فيها ساعةً بهذا التعقيد.

ابتكرت العلامة الباريسية تصميمًا أصيلاً بالكامل، اتخذ هيئة مربعاتٍ مُرصعة بالألماس، تبدو كأنها تسيل من الميناء إلى العلبة، وتُعيد تشكيل ملامح الساعة في طريقها.

تُزاوج هذه الساعة بين السيراميك الأسود غير اللامع والذهب الأبيض، وقد تطلّب إنشاء الحواف المتدرجة وقطْع السيراميك لبنائها يومًا كاملاً، قُضي في إعداد الآلة المستخدمة في تشكيل المكوّنات على تلك الهيئة، فضلاً عن ست ساعات أخرى صُرفت في تجويد الصياغة، و23 ساعة إضافية خُصصت للترصيع.

وعلى غير ما هو عليه حال دور الساعات الأخرى العريقة، والتي تَحُول تقاليدها دون فرْد أجنحة الإبداع بالكامل، فإن أسلوب شانيل التجريبي والطّليعي يقطع بصناعة الساعات أشواطًا طويلة (يقتصر إنتاج هذه الساعة على 55 نموذجًا، والسعر عند الطلب). 

التوقيت العالمي
Parmigiani Tonda PF Minute Rattrapante

في البساطة يكمن مستقبل دار برميجياني فلورييه، وفقًا لرئيسها التنفيذي الأحدث غويدو تيريني. فإذا كانت الابتكارات الساعاتية الفاخرة تنحو نحو المبالغة والتعقيد الشديدين، فإن تيريني فضّل الأناقة على التفاخر، وحَسنًا فَعَلْ.

في العام الماضي، طرحت الدار ساعة Tonda PF GMT Rattrapante، بعقربين مطليين بالروديوم وعقرب ثالث مستتر من الذهب الوردي بزنة 18 قيراطًا، يقيس التوقيت المحلي ويتوارى تحت العقرب المركزي بضغطة زر.

وهذا العام، توسعت العلامة في هذا المفهوم من خلال ساعة PF Minute Rattrapante التي تتمايز بعقرب ذهبي يقفز بمقدار خمس دقائق باستخدام الزر عند مؤشر الساعة 10، أو بمقدار دقيقة واحدة باستخدام الزر عند مؤشر الساعة 8.

وعند الضغط على الزر المدمج في التاج، يعود العقرب الذهبي ليتوارى تحت العقرب المطلي بالروديوم. وتؤدي هذه الخاصية دور منبّه صامت بسيط يُتيح قياس الزمن المقضي في مزاولة مختلف الأنشطة.

كما أنه يجسّد وسيلة ملموسة ومُرْضية لتوقيت حدث ما عوضًا عن استخدام الهاتف المحمول مرارًا (يبلغ سعرها 30,600 دولار). 

الساعة الألماسية 
TAG Heuer Carrera Plasma Diamant D’Avant-Garde

في العام الماضي، أحدثت تاغ هوير ثورةً في تصميم علب الساعات بطرح ساعة Plasma Tourbillon Chronograph التي بلغ سعرها مئات آلاف الدولارات، والتي تألقت بضياء ألماسٍ مُطور مخبريًا، اتخذ هيئاتٍ مختلفة على الحواف والميناء والتاج والمؤشرات (على غير ما هو عليه حال الألماس الطبيعي، يُمكن قطْع الألماس المُطور مخبريًا ليتخذ هيئات مبتكرة).

للارتقاء بهذا المسار، يمتد ضياء الألماس في إصدار هذا العام على طول السوار، ويبدو أن التباين بين الألماس والعلبة السوداء، المشغولة بقطر 44 ملليمترًا من الألمنيوم المؤكسد والمصقول باستخدام تقنية السفع الرملي، يُحدث تأثيرًا لافتًا.

وبقصد استكشاف ممكنات هذا المجال، ستطرح تاغ هوير أيضًا، ولأول مرة، ساعة كاريرا في علبة بقطر 36 ملليمترًا، مُرصعة بألماسات ملوّنة مُطورة مخبريًا باستخدام تقنية الترسيب الفيزيائي للبخار (CVD). ستتألق الساعة بضياء ألماسة وردية من الدرجة D زنة 1.3 قيراط، يميّزها تصميم على هيئة درع تاغ هوير، فضلاً عن ألماسة وردية زنة 1.3 قيراط تُمثل التاج. وستكون هذه الساعة الملونة متاحة بأعداد محدودة ابتداءً من نهاية عام 2023 (السعر عند الطلب). 

للرجال والنساء على حدّ سواء 
Vacheron Constantin Overseas Self-winding

حملت فاشرون كونستانتين، التي تُعد أقدم صانعي الساعات النشطين في العالم، أخبارًا سعيدة لمحبي ساعات Overseas الشهيرة، تتمثل في طرازٍ يتماشى تمامًا مع التوجهات الراهنة: إصدارٌ في علبة بقطر 34.5 ملليمتر وآخر في علبة بقطر 35 ملليمترًا. صيغ كلا الإصدارين إمّا من الذهب الوردي أو الفولاذ، واكتملا بأحزمة قابلة للتبديل بسهولة، بين السوار والحزام المطاطي أو الجلدي.

يقترن الإصدار الأصغر حجمًا بميناءٍ أزرق مائل إلى الرمادي، فيما يقترن الإصدار الأكبر حجمًا، والذي جرى تعديل قطر علبته ليحتضن أحجار الألماس، بميناء وردي باهت.

وهذا الإصدار الأخير كفيل بلفت الأنظار في معصم رجل أو امرأة (من المرجح أن تبرز هذه الساعة على السجادة الحمراء إثر إطلاقها). وعمومًا، لن تحتاج إلى كثير تفكيرٍ حتى يستقر قرارك على اقتناء إحدى الساعتين (لمّا يتأكد سعرها بعد). 

الأعمال الفنية
Jaeger-LeCoultre Reverso One Precious Colours

كان من أبرز القطع التي أطلّت لأول مرة في معرض واتشز أند وندرز (ساعات وعجائب) الذي انعقد في جنيف في شهر مارس الفائت ساعةُ Reverso One Precious Colours من جيجر – لوكولتر.

تستحضر الساعة بدايات طراز ريفيرسو في عام 1931 وتتمايز بتصميم مبهر مشغول بأسلوب فن الآرت ديكو يدويًا، إذ ثُبّت طلاء المينا على خطوط الساعة المستقيمة بتقنية الإشعال في الفرن في عملية استغرقت 80 ساعة. صيغت الساعة في علبة من الذهب الأبيض زنة 18 قيراطًا تقترن بتدرجات لونية خضراء، أو في علبة من الذهب الوردي زنة 18 قيراطًا مع تدرجات لونية زرقاء.

وتتألق كلتا النسختين بضياء الألماس. في البداية، تُطلى الصفيحة المعدنية الرئيسة للنسختين بطلاء المينا الشفاف، ثم تُضاف طبقات عدة من طلاء المينا الأبيض غير الشفاف (تحتاج مختلف هذه الطبقات إلى التجفيف والإشعال).

بعدها، تُرسم الخطوط الهندسية الملونة بوساطة فرشاة مستدقة على الأسطح المستوية للعلبة والحواف الدائرية. إنها عملية شاقة تحبس الأنفاس ولكنها تكشف عن عرض مبهر للبراعة التقنية والحرفية (السعر عند الطلب). 

السوار المبتكر
Bulgari Serpenti Tubogas Infinity

صدق أو لا تصدق، لم يُعد النظر في تصميم سوار "توبوغاس سيربنتي" Tubogas Serpenti من بولغري منذ إصداره قبل 75 عامًا. لكن هذا الأمر تغير في شهر يناير الفائت، حين طرحت العلامة أول سوار توبوغاس مرصع بالألماس.

وفي حديث إلى مجلة Robb Report، قال أنطوان بِنْ، مدير قسم الساعات في بولغري: "خطرت في بال فابريتزيو بيوناماسا ستيلياني، المدير الإبداعي لقسم الساعات في بولغري، فكرة عبقرية، تجلت في صيغة السؤال التالي: ماذا لو استحدثنا التصميم نفسه باستخدام تقنية مختلفة؟". يمتاز سوار توبوغاس التقليدي برباط ذهبي رفيع مُلتفّ حول نابض، وهو رقيق لدرجة يتعذّر معها ترصيعه بالألماس.

لكن الحل الذي خرجت به الدار هو استخدام حلقات ذهبية منفردة، تفصل بعضها عن بعض قطعٌ مستترة من المطاط للحفاظ على المرونة المعهودة حول النابض.

وفي هذا يقول بِنْ: "بهذا استطعنا ابتكار حلقات أكثر سماكة ومرونة بما يتيح ترصيع السوار بالألماس". كانت النتيجة النهائية ساعة Serpenti Tubogas Infinity التي تتمايز بألماسات تسعى كالأفعى وسط السوار.

حافظ السوار على شكله الأصلي، ولكن إمكانيات ترصيعه بأحجار متنوعة أضحت الآن غير متناهية (يراوح سعر الساعة بين 66,000 دولار و85,000 دولار). 

مشروع التعاون
Girard-Perregaux Laureato Green Ceramic Aston Martin

تفتّق التعاون الأخير بين جيرار - بيريغو وأستون مارتن، وهو التعاون الذي تعود بدايته إلى عام 2021، عن ساعةٍ هي الأفضل إلى الآن في هذه المجموعة. تتمايز ساعة Laureato Green Ceramic Aston Martin بعلبة وسوار من السيراميك الأخضر، يستحضر لون سيارات الفورمولا 1 الخاصة بالعلامة.

على أن هذه العلبة متفردة للغاية، إذ تطلّب استحداث لونها هذا استخدام الزركونيوم والمعادن المؤكسدة. وفي ما يتعلق بالتشطيبات النهائية، تزهو الساعة بقرص خفيف اللمعان مُثبت على صفيحة مصقولة، وسوار غير لامع، ما يُضفي على الساعة سِحنةً شبيهة بالتيتانيوم، تُناقض سِحنة ساعات السيراميك الأخرى شديدة اللمعان.

وقد انحصرت الإحالة الوحيدة إلى أستون مارتن على الميناء في نمط الخطوط المتقاطعة المستلهم من شعار الشركة المُعتمد في عشرينيات القرن الماضي.

غير أن شعار العلامة انطبع ببراعة على الجزء الخلفي المشغول من البلور الياقوتي على نحو يحول دون إعاقة رؤية الحبيبات الدائرية وزخارف موجات جنيف التي تزيّن آلية الحركة ذاتية التعبئة (اقتصر إنتاج الساعة التي تستوطن علبة بقطر 42 ملليمترًا على 388 نموذجًا، بسعر 25,800 دولار، فيما اقتصر إنتاج الساعة التي صيغت في علبة بقطر 38 ملليمترًا على 188 نموذجًا بسعر يبلغ 25,000 دولار). 

وقت مستقطع 

إذا كان قطاع صناعة الساعات قد أدرك شيئًا ما في السنوات الأخيرة، فهو ضرورة الانتباه إلى التقديرات في السوق الثانوية. ففيما تراجعت الأسعار خلال الأشهر الستة الماضية بسبب محدودية الأسواق، تنبّه صنّاع الساعات الفاخرة إلى أنه بالإمكان زيادة العائدات عن طريق الاستثمار في مبادرات لها علاقة بالاقتصاد الدائري للمنتجات.

بعض هذه المبادرات قائمٌ حقيقة. فقد شرعت علامات مستقلة مثل ريتشارد ميل وإف بي جورن وإم بي أند إف في إعادة بيع ساعاتها المستعملة بداية من 2015 و2016 و2017 على التوالي.

لكن عندما أعلنت رولكس أواخر شهر ديسمبر الفائت أنها ستطلق برنامجًا خاصًا بالساعات المستعملة، شكّل هذا الإعلان نقطة تحول مهمة. فقليلة هي العلامات القادرة على هز أركان صناعةٍ بأكملها مثلما تستطيع رولكس.

وبحلول شهر يناير، حذت أوديمار بيغيه حذوها، معلنة أن برنامجها الخاص بالساعات المستعملة سينطلق نهاية العام. وجدير بالذكر أن أسعار ساعات العلامتين في مزادات السوق الثانوية وفي متاجر البيع بالتجزئة على حد سواء شهدت ارتفاعًا هائلاً منذ عام 2020.

بالإضافة إلى الأرباح المالية، تُروج العلامات لهذه البرامج من منطلق خدمة الزبائن. فمن المعلوم أن العثور على ساعة من طُرز رولكس أو أوديمار بيغيه في متاجر البيع بالتجزئة أمر نادر للغاية، ولذلك فإن البرامج الخاصة بالساعات المستعملة تُعزز على الأقل فرص شرائها مباشرة من المتاجر، وإن كان بسعر أعلى بكثير مقارنة بأسعار الطرز الجديدة النادرة (عن قصد). وتضمن هذه البرامج أيضًا إثبات الأصالة بموازاة توفير خدمة ضمان جديدة، وفي حالة رولكس ختمًا شمعيًا أنيقًا.

ولكن، هل جاء إطلاق هذه البرامج متأخرًا؟ فالعديد من تجار الساعات العتيقة الطراز لم يتأثروا بهذه الإعلانات. وفي هذا يقول مالك شركة Wind Vintage إريك ويند: "أركز عمومًا على شراء الساعات القديمة، ولذلك لا أرى أن لهذه الإعلانات أثرًا في تعاملاتي التجارية إبان هذه المرحلة". ويضيف قائلاً: "لا يحب مشترو الساعات العتيقة أن ترافق بطاقات خدمة رولكس الساعات التي يريدون شراءها، لأن هذا يعني أن مكوّناتها خضعت على الأرجح للصقل والاستبدال".

أما التاجر المستقر في نيويورك غاي جوهاري، فيعتقد أن بائعي الساعات المستعملة سيستفيدون من هذه البرامج. وفي هذا يقول: "لن تستطيع رولكس منافسة تجار الساعات المستعملة لأنها تلتزم معايير معينة ينبغي الحفاظ عليها، كما أنها تبيع ساعات جديدة، ولهذا سيصعب عليها إرضاء الزبائن.

فأسعار تلك الساعات لن تبدو معقولة مقارنة بأسعار الساعات الجديدة". في متجر بوخرير، الذي اختارته رولكس لتقديم برنامجها الجديد للساعات المستعملة، يُقارب سعر ساعة Cosmograph Daytona Ref. 116523، التي طُرحت في عام 2006 والمتمايزة بعلبة ثنائية الألوان بقطر 40 ملليمترًا، نحو 27,500 دولار غير أن الطراز نفسه، الصادر في السنة نفسها والمُتّسم بحالة جيدة والمرفق بصندوقٍ وأوراق إثباتية، معروض للبيع على موقع Chrono24 بسعر يقارب 20,771 دولارًا. ويعرض الموقع أيضًا ساعة جديدة من طراز Cosmograph Daytona Ref. 126503 متمايزة بعلبة بقطر 40 ملليمترًا، بسعر 19,500 دولار.

يشارك تييري ستيرن، رئيس دار باتيك فيليب، جوهاري رأيه، إذ قال لمجلة Robb Report في شهر مارس المنقضي إنه لا يعتزم إطلاق برنامجٍ خاص بالساعات المستعملة، موضحًا "أقول لأصحاب متاجر البيع بالتجزئة: إذا كنتم تريدون إطلاق برنامج مماثل، فما سبيلكم إلى إصلاح تلك الساعات؟ وماذا عن السعر؟ هل ترتاحون لعرض ساعة بسعر 50,000 دولار وعرض ساعة مستعملة من الطراز نفسه بسعر 200,000 دولار؟" ويتابع ستيرن: "ليس من السهل التعامل مع مختلف هذه المتغيرات. لذلك لا أنوي قيادة باتيك فيليب إلى هذا المسار". ويتماشى هذا الموقف مع مبادئ العلامة التي يُشجع شعارها على توريث ساعات باتيك فيليب جيلاً بعد جيل.

لكن إذا نجح مشروع رولكس الجديد، فسيكون لهذا النجاح صدى يُسمع في مختلف نواحي صناعة الساعات. بل إن هذا الصدى بدأ يتردد، إذ أعلن موقع إي باي في أواخر شهر أبريل عن إطلاق برنامجه المُعتَمد، وستكون البداية مع ساعات العلامة المستقلة الفاخرة بيريليه Perrelet، بانتظار انضمام علامتي فياني هالتر Vianney Halter وكونستانتين شايكينKonstantin Chaykin. من المتوقع ظهور مزيد من البرامج الخاصة بالساعات المستعملة، ولكن السؤال المطروح هو: هل ستلقى هذه البرامج إقبالاً من الزبائن؟