في لحظة فارقة تعكس نبض السوق العالمي للساعات الفاخرة، سجّل قطاع الساعات المستعملة أفضل أداء ربع سنوي له منذ ثلاث سنوات، بحسب تقرير حديث صادر عن مورغان ستانلي استنادًا إلى بيانات WatchCharts. 

وعلى الرغم من أن متوسط أسعار الساعات المستعملة تراجع بنسبة 0.3% خلال الفترة من 1 أبريل إلى 30 يونيو، إلا أن هذا الانخفاض يُعد الأبطأ منذ الذروة التي بلغها السوق في مايو 2022. وللمقارنة، شهد الربع الأول من عام 2025 انخفاضًا بنسبة 0.4%، وفقًا لما نقله موقع هودينكي Hodinkee ، المتخصّص في شؤون الساعات الفاخرة.

أظهرت النتائج أن علامات مثل رولكس وكارتييه وأوميغا وباتيك فيليب حققت أداءً أفضل من غيرها في السوق بشكل عام، إذ إن الزبائن غالبًا ما يكونون على استعداد لإنفاق مبالغ أكبر على الساعات المرغوبة من هذه الدور العريقة. وبشكل عام، تُعد أسعار الساعات في السوق الثانوية مؤشرًا لمدى جاذبية العلامات التجارية.

فعلى سبيل المثال، شهدت رولكس انخفاضًا طفيفًا في أسعار ساعاتها المستعملة بنسبة 0.2%، ما يعني أنها ظلت شبه مستقرة. أما كارتييه، فقد استفادت من الطلب القوي على ساعات Tank وSantos وغيرها، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 0.9% خلال الفترة، وفقًا لتقرير مورغان ستانلي.

وسجلت ساعات باتيك فيليب أداءً مميزًا، إذ ارتفاع متوسط السعر بنسبة 1.1% خلال الربع الثاني، مدفوعًا بالطلب المستمر على طراز Aquanaut، وعودة الانتعاش في أسعار Nautilus. في الوقت نفسه، حافظت أوميغا على أدائها القوي، مع انخفاض طفيف بنسبة 0.1% فقط، وحافظ طراز Speedmaster على شعبيته.

على أن الأمر لم يكن متوازنًا بين مختلف العلامات، إذ سجّلت دور أخرى تراجعًا أكبر خلال الربع الثاني من العام. فقد انخفضت أسعار ساعات هوبلو المستعملة بنسبة 4%. كما شهدت أسعار ساعات أوديمار بيغيه انخفاضًا بنسبة 1.3%، لكن بقيت أسعار طراز Royal Oak مرتفعة، فيما تراجعت طرز أخرى مثل Offshore وCode 11.59، بحسب ما أفاد به موقع هودينكي. 

أما علامات أخرى مثل فاشرون كونستانتين وبانيراي، فشهدت انخفاضًا بأكثر من 2% في أسعار ساعاتها المستعملة. ومنذ الطفرة التي شهدها السوق بعد جائحة كورونا في عام 2022، وأسعار الساعات السويسرية المستعملة تتخذ منحى هبوطيًا مستمرًا، وذلك للربع الثالث عشر على التوالي.

ولكن في نهاية شهر مايو الماضي، شهد سوق الساعات المستعملة ارتفاعًا ملحوظًا، إذ قفزت المعاملات بنسبة 160% لتزايد عمليات الشراء بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية المحتملة التي يفرضها الرئيس دونالد ترامب. 

وجاء ذلك مطابقًا لتوقّعات تيم ستراكه، مؤسس منصة Chrono24، حول تحركات السوق. إذ قال: "على المدى القصير، أتوقّع موجة من المشتريات بالأسعار الحالية، إذ يُسارع المشترون المترددون إلى اتخاذ القرار قبل أن تدخل الزيادات حيّز التنفيذ"، في تعليقه على الإعلان عن الرسوم الجديدة.

لكن بعد دخول هذه الرسوم حيّز التنفيذ، وذلك في الأول من أغسطس، أوضح ستراكه أنه من المرجّح أن نشهد فترة من التباطؤ في السوق. أما إن كانت توقّعاته هذه ستُثبت دقتها من جديد، فهذا ما سيُحدّده الوقت.