بعد سنوات من الازدهار المدفوع بموجة مبيعات ما بعد الجائحة، دخل سوق المزادات العالمية للفنون الجميلة مرحلة إعادة توازن واضحة خلال النصف الأول من عام 2025، مع تراجع ملحوظ في الإيرادات وفقًا لتقرير Artnet Intelligence Report – Mid-Year Review 2025.
يكشف التقرير عن تحوّل في ديناميكيات السوق وتبدّل في سلوك المشترين، فيما تشير آراء الخبراء إلى أن ما يحدث ليس أزمة بقدر ما هو تصحيح لمسار مفرط النمو عاشته الصناعة في الأعوام السابقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام الواردة تمثل الإيرادات الإجمالية، ولا تشمل المبيعات الخاصة، ما يجعل الصورة المالية الكاملة أكثر تعقيدًا مما يبدو على الورق.
فيليبس.. الأداء الأضعف في القطاع
جاءت دار فيليبس في المرتبة الثالثة بين كبرى دور المزادات العالمية، بعدما سجلت تراجعًا حادًا في أدائها خلال النصف الأول من العام. فقد بلغت إيراداتها 190.1 مليون دولار أمريكي فقط في الفترة من يناير إلى نهاية يونيو 2025، بانخفاض نسبته 24.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويعكس هذا التراجع استمرار الضغوط التي تواجهها فيليبس في المنافسة على الأعمال الفنية الكبرى، خصوصًا في ظل تباطؤ الطلب من المشترين الآسيويين وتقلص السوق الأمريكي.
AFP
سوذبيز.. تحسن نسبي بعد عام صعب
في المركز الثاني، سجلت دار سوذبيز إيرادات قدرها 1.2 مليار دولار أمريكي، بتراجع نسبته 14% مقارنة بالنصف الأول من عام 2024.
ورغم استمرار الانخفاض، إلا أن النسبة تمثل تحسنًا ملحوظًا مقارنة بتراجع العام السابق الذي بلغ 31.2%، ما يشير إلى بداية استقرار نسبي في الأداء.
وكانت سوذبيز قد أعلنت مطلع عام 2025 عن إلغاء هيكل الرسوم الجديد الذي أثار جدلاً واسعًا في مايو 2024، في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقة الزبائن واستعادة قدرتها التنافسية في سوق المزادات الفاخرة.
AFP
كريستيز.. الصدارة رغم التراجع
حافظت دار كريستيز على موقعها في الصدارة عالميًا، رغم تراجع طفيف في الإيرادات بلغ 1.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، محققة 1.5 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر الستة الأولى من 2025.
AFP
ويُعزى هذا التفوق النسبي إلى نجاح الدار في تسجيل الصفقة الفنية الأغلى لهذا العام حتى الآن، من خلال بيع لوحة الفنان الهولندي بيت موندريان Composition with Large Red Plane, Bluish Gray, Yellow, Black and Blue (تكوين بمساحة حمراء كبيرة وظلال رمادية مزرقة وألوان صفراء وسوداء وزرقاء) مقابل 47.6 مليون دولار.
ورغم أن الصفقة لم تكسر الرقم القياسي السابق للفنان، إلا أنها تُعد إنجازًا بارزًا، خصوصًا أن العمل كان ضمن مجموعة لين ريغيو، التي حققت إجمالي مبيعات قدره 271.9 مليون دولار.