في خطوة تعكس التزامها العريق بالأحجار الكريمة الطبيعية، أعلنت العلامة الرائدة في عالم الجواهر العصرية والفاخرة دي بيرز DE BEERS عن إقفال قسم الجواهر المصنوعة من الألماس المُصنّع في المختبر المعروف باسم لايت بوكس Lightbox.
وسبق أن أعلنت شركة تعدين الألماس في عام 2024 أنها ستتوقف عن بيع الأحجار المُصنعة من إنتاجها الخاص. ووفقًا لتقرير من بلومبرغ، تفكر دي بيرز الآن في بيع جزء من مخزون هذا القسم، بالإضافة إلى أصول أخرى.
وعلى الرغم من أن دي بيرز كانت تمتلك تقنية تصنيع الألماس منذ عقود، إلا أنها كانت تستخدم تلك الأحجار لأغراض صناعية فحسب وفقًا لوكالة رويترز. لكن الشركة غيرت موقفها في سبتمبر 2018 حين أطلقت علامة لايت بوكس، في ظل تزايد الطلب على الألماس المُصنّع.
ومن خلال هذه الخطوة، كانت دي بيرز تهدف إلى تعزيز التميز في أذهان المستهلكين بين الألماس الطبيعي والمُصنّع، وبيع الأخير بأسعار منخفضة مقارنة بمنتجيه الآخرين، حسبما أفاد تقرير بلومبرغ.
عند إطلاق "لايت بوكس"، حددت دي بيرز سعر الألماس المُصنّع لديها عند 800 دولار للقيراط، وهو سعر أقل بكثير من القيمة السوقية في ذلك الوقت. إلا أن أسعار الألماس الصناعي تراجعت الآن بنسبة 90% في سوق الجملة، وفقًا لبيان صادر عن الشركة، ما يعكس تباينًا حادًا بين أسعار هذا النوع من الأحجار وأسعار الألماس الطبيعي التقليدي.
قال آل كوك، الرئيس التنفيذي لشركة دي بيرز ، في بيان صحفي: "الانخفاض المستمر في قيمة الألماس المُصنّع في سوق الجواهر يُبرز التمييز المتزايد بين هذه المنتجات المصنّعة والألماس الطبيعي". وأضاف: "إن الإغلاق المُخطط له لعلامة لايت بوكس يعكس التزامنا تجاه الألماس الطبيعي".
وأشار كوك أيضًا إلى أن المنافسة في سوق الألماس المُصنّع قد اشتدت أخيرًا، بفضل انخفاض تكاليف الإنتاج في الصين. أما في الولايات المتحدة، فقد ساهمت المتاجر الكبرى التي تبيع جواهر تحتوي على ألماس مُصنّع في دفع الأسعار نحو الهبوط.
يُذكر أن الألماس المُصنّع في المختبرات ليس جديدًا؛ فقد ظهر لأول مرة عام 1954 عندما استخدمت شركة جنرال إلكتريك GE تقنية الضغط العالي ودرجة الحرارة المرتفعة HPHT، التي تحاكي الطريقة التي يتشكل بها الألماس طبيعيًا في باطن الأرض، لابتكار أول حجر في المختبر.
إلا أن الهوس الحديث بالألماس المُصنّع أحدث زلزالًا في صناعة الجواهر، إذ يرى البعض أنه تهديد حقيقي لمكانة الألماس الطبيعي.
في المقابل، رحّب به عدد من المستهلكين. ففي عام 2022، تضمنت أكثر من ثلث خواتم الخطوبة ألماسًا مُصنّعًا، وفقًا لاستطلاع أجرته منصة The Knot. ومع استمرار انخفاض الأسعار، قد نشهد المزيد من التحولات في صناعة الجواهر.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يُصارع فيه سوق الألماس المُتضرر، والذي تبلغ قيمته 80 مليار دولار، تداعيات رسوم ترامب الجمركية على الواردات.
وتُعد الولايات المتحدة أكبر سوق للألماس في العالم، لكنها لا تستخرج أي أحجار كريمة بنفسها، إذ يُصنع ما يقرب من 90% من الحجر النفيس في مراكز القطع والتلميع العملاقة في الهند.