في وقتٍ تتغير فيه ملامح سوق الرفاهية بوتيرة سريعة، استطاعت مجموعة ريتشمونت Richemont أن ترسم مسارًا مختلفًا، صاعدًا بثبات وثقة نحو قمّة جديدة في عالم الفخامة. ففي النصف الأول من عامها المالي 2025/2026، كشفت الأرقام عن قصة نجاح لم تكتبها المصادفة، بل نسجتها استراتيجية دقيقة عززت مكانة المجموعة بين عمالقة الصناعة.
ارتفاع الإيرادات بنسبة 10٪ عند معدلات الصرف الثابتة لم يكن مجرّد إشارة مالية عابرة، بل نتيجة مباشرة لرؤية استطاعت أن تحوّل التنوع الجغرافي والتوازن بين الأسواق إلى مصدر قوة. فبين أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وإفريقيا، حافظت ريتشمونت على نبض طلبٍ قوي على منتجاتها، مدفوع بشغفٍ عالمي بـالجواهر الراقية التي تعرضها دورها التاريخية.
ورغم ما يشهده الاقتصاد العالمي من اضطرابات وتذبذبات، واصلت ريتشمونت تعزيز ربحيتها بمرونةٍ استثنائية، إذ ارتفع الربح التشغيلي بنسبة 7٪ ليبلغ نحو 2.8 مليار دولار أمريكي، فيما نمت الأرباح الصافية إلى حوالي 2.1 مليار دولار، مدعومة بانضباطٍ مالي وكفاءةٍ تشغيلية زادت من قوة المجموعة في مواجهة التحديات.
AFP
وفي قلب هذا الأداء، يسطع قسم الجواهر بوصفه قوة دافعة تمثل جوهر تفوق ريتشمونت، إذ يجمع تحت مظلته علامات أتقنت لغة الفخامة بخصوصيةٍ نادرة، من كارتييه إلى فان كليف أند آربلز مرورًا ببوتشيللاتي. ومع تحقيقه نموًا بلغ نحو 9٪ عند أسعار الصرف الحقيقية، برهن هذا القسم أن الطلب على التميز الحقيقي يتزايد في الأوقات المتقلبة بدل أن يتراجع.
بهذه النتائج، تكتب ريتشمونت فصلاً جديدًا في مسيرتها نحو القمة، مُثبتة أن النجاح في عالم الفخامة لا يُقاس بإتقان الصنعة أو دقة التفاصيل، بل بالقدرة على الابتكار والتجدد والحفاظ على بريق الهوية مهما تغيّرت اتجاهات السوق.
