بين صفحات التاريخ المليئة بالمآسي، تبقى تيتانيك الحكاية الأكثر حضورًا في ذاكرة العالم، إذ لم يتحول غرقها قبل أكثر من قرن إلى مجرد مأساة بحرية، بل إلى إرث من الغموض والندرة جذب أنظار متاحف العالم ودور المزادات لعقود طويلة. من أعماق ذلك الإرث، تعود إلى السطح اليوم ساعة جيب ذهبية نادرة كانت تملكها إحدى الشخصيات الثرية على متن السفينة، لتُسجل رقمًا لافتًا بعد بيعها بنحو 2.3 مليون دولار أمريكي ضمن مزاد استثنائي أقامته دار هنري ألدرِدج آند سون Henry Aldridge & Son البريطانية في نوفمبر الجاري.

تعود ساعة الجيب الذهبية إلى إيزيدور شتراوس، رجل الأعمال والسياسي الأمريكي المولود في بافاريا، والشريك في متجر مايسيز Macy’s الشهير. كان شتراوس وزوجته إيدا من بين أكثر من 1500 شخص فقدوا حياتهم في حطام السفينة. وفيما لم يُعثر على جثمان إيدا قط، استُخرجت جثة إيزيدور بعد أيام قليلة، ومعها مقتنيات ثمينة كان من بينها هذه الساعة التي تحولت مع مرور الزمن إلى قطعة نادرة تختصر قصة الحب والوفاء التي لم تغب عنها المأساة. وتشير الروايات إلى أن الساعة كانت هدية عيد ميلاد من إيدا لزوجها عام 1888، وقد نُقش على علبتها المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطًا اسمه وتاريخ ميلاده الثالث والأربعين، فيما توقفت عقاربها عند الساعة 2:20 فجرًا: اللحظة نفسها التي غرقت فيها تيتانيك وودّعت العالم إلى الأبد.