كما أن المنازل آلاتٌ صالحة للعيش، على حد تعبير المهندس المعماري الشهير لو كوربوزييه، كذلك الحال مع آلات قياس الزمن بالغة التعقيد التي تُطورها علامة إم بي أند إف. على أن تصنيفها في خانة الآلات الصالحة للعيش يعود بالأساس إلى كون هذه الإبداعات الساعاتية تروي قصصًا تأخذ أصحابها إلى عوالم بعيدة ومختلفة، كما هو الحال مع ساعة HM11 Architect التي كشفت عنها العلامة في أسبوع الساعات في دبي.

تتنوع مصادر الإلهام التي يستقي منها الصانع ماكسيميليان بوسير، إذ يستوحي تارة من عالم السيارات وتارة من عالم الموسيقا لصياغة طرز لا نظير لها. ويشهد الإصدار الجديد على حجم هذا التنوع، ذلك أن جذوره تمتد إلى تلك الطائفة من المعماريين التي برزت في منتصف ستينيات القرن العشرين تحت مسمّى "خبراء علم المنازل". 

إبداع مستلهم من المنازل

ابتعدت هذه المجموعة عن الرموز العمَلية السائدة آنذاك في قطاع الهندسة المعمارية، ولجأ المعماريون عوضًا عن ذلك إلى تشييد منازل تبدو للناظر كأنها انبثقت من الأرض على هيئة فقاعات. وهذا الطابع الجمالي هو ما لفت انتباه بوسير ودفعه إلى محاولة محاكاة هذا التوجه العضوي في صيغة ساعةٍ تُماثل تلك المنازل.

ساعة HM11 Architect

MB&F

يتجسد الطابع العضوي في الهيئة الغريبة التي تتخذها العلبة المشغولة من التيتانيوم من الدرجة 5، والتي يبلغ قطرها 42 ملليمترًا، ثم في الغرف الأربع المتعامدة التي تمتد من مركز الساعة، حيث آلية التوربيون الظاهرة تحت قبة مقوسة مشغولة من البلور الياقوتي المعزز.

يمكن تدوير العلبة لمعاينة مختلف الغرف، وهذه الخاصية المبتكرة لا تتيح استكشاف ما تحتضنه هذه الغرف من وظائف فحسب، بل إنها تُسهم في تغذية آلية الحركة بالطاقة مع كل دورةٍ بزاوية 45 درجة في اتجاه عقارب الساعة. تُضيف كل دورة 72 دقيقة إلى احتياطي الطاقة، وبعد عشر دورات كاملة يصل الاحتياطي إلى قيمته القصوى المحددة في 96 ساعة.

ساعة HM11 Architect

MB&F

على من يريد معرفة الوقت مواجهة غرفة الساعات والدقائق، حيث تشير الكريّات المشغولة من الألمنيوم والتيتانيوم والمثبتة في طرف القضبان إلى الساعات والدقائق، وتدل عليها عقارب تنتهي بأطراف حمراء. وباستثناء هذه اللمسة اللونية البارزة، تبدو الغرفة متقشفة للغاية أسفل الغطاء المشغول أيضًا من البلور الياقوتي.

إلى اليسار من غرفة الوقت، تقع غرفة مؤشر احتياطي الطاقة. وتحتضن هذه الغرفة أيضًا كريات مختلفة الأحجام مصنوعة من الألمنيوم، يزداد قطرها كلما زاد مقدار احتياطي الطاقة، بالإضافة إلى عقرب بطرف أحمر اللون. 

ساعة HM11 Architect

MB&F

لأن إم بي أند إف تستعيد بين الفينة والأخرى بعض الأدوات التي غُيّبت بسبب التطور في صناعة الساعات الفاخرة، فلم يكن من الغريب أنها جهزت طراز HM11 Architect بمقياس للحرارة في الغرفة الثالثة. على عكس المقاييس الإلكترونية السائدة في العصر الراهن، تستخدم الدار في هذه الساعة مقياس حرارة ميكانيكيًا لا يحتاج إلى إمداد خارجي بالطاقة، كما أنه يتيح عرض درجة الحرارة بالوحدة المئوية وبوحدة فهرنهايت. 

أما الغرفة الأخيرة في المنزل الذي شيده ماكسيميليان بوسير، فإنها فراغٌ سماته الجمالية نقش الفأس الذي تشتهر به دار إم بي أند إف. ولكن التقشف في الجماليات لا يعني بأي حال أن هذه الغرفة بلا دور، فهي تؤدي وظيفة التاج، كما أن الباب الأمامي الذي يلج من خلاله الناظر إلى عمق تعقيد آلة قياسٍ تحدد موقعه من الزمن ومن الفخامة.

ساعة HM11 Architect

MB&F

إصدار محدود من ساعة HM11 Architect

تجدر الإشارة إلى أن علامة إم بي أند إف طرحت نسختين من هذا الطراز الذي يوفر مقاومة لضغط الماء حتى عمق 20 مترًا، إحداهما تتمايز بميناء أزرق مطلي بتقنية الترسيب الفيزيائي للبخار والأخرى بميناء من الذهب الأحمر مطلي باستخدام التقنية نفسها. 

بالإضافة إلى هذا، حصرت الدار إنتاج كل إصدار من طراز HM11 Architect في 25 نموذجًا فقط.