خلف مدخل أنيق قرب هايد بارك في لندن، جمعت بولين كاربيداس، إحدى أبرز هواة جمع المقتنيات في أوروبا، مجموعة فنية فريدة من روائع السريالية وما بعد الحرب، تزخر بالألوان والتصاميم الانتقائية. 
وقد اختارت كاربيداس، مع بلوغها الثمانينيات من العمر، بيع معظم أعمالها الفنية وأثاثها المصمم حسب الطلب في مزاد سوذبيز المقرر إقامته في يومي 17 و18 سبتمبر، مع عرض القطع للجمهور في لندن مطلع الشهر.

ولدت كاربيداس في مانشستر، ودخلت عالم الفن عبر زوجها الراحل كونستانتين كاربيداس الذي كان يهتم بفنون القرن التاسع عشر. لكن لقاءها مع تاجر الفن الشهير ألكسندر يولاس كان نقطة التحول التي مكنتها من بناء مجموعة استثنائية لفنون القرن العشرين، مستلهمة نهج كبار المقتنين مثل بيغي غوغنهايم ودومينيك دو مينيل.

اشتهرت كاربيداس بقدرتها على اختيار الأعمال في اللحظة المناسبة، مثل شرائها لوحة لإيف تانغي عام 1979 من مجموعة الفنان ويليام كوبلي التي ستُعرض للمزاد في سبتمبر. وكثير من أعمالها مرّ عبر أيدٍ تاريخية بارزة، منها مؤسس السريالية أندريه بروتون، والشاعر بول إيلوار، والناشر جوليان ليفي، حتى عائلة بيكاسو.

سوذبيز تفتتح مزادًا لبيع المجموعة الأسطورية لكاربيداس بسعر يصل إلى 80 مليون دولار أمريكي

Barney Hindle/Courtesy Sotheby's

روائع فنية نادرة

يضم المزاد 250 قطعة، وتشمل المعروضات عملين لآندي وارهول مستوحَيين من إدفارد مونك، ورسمًا بالقلم نفّذه سلفادور دالي لزوجته غالا، ولوحة لهانس بيلمر تعود لما قبل سجنه في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، ولوحة ميتافيزيقية لدوروثيا تانينغ تصوّر كلبها، إلى جانب سرير منحوت من النحاس صممه كلود لالان.

سوذبيز تفتتح مزادًا لبيع المجموعة الأسطورية لكاربيداس بسعر يصل إلى 80 مليون دولار أمريكي

Picture alliance/Photoshot/Sipa USA

وتتضمن المجموعة أيضًا أعمالًا لعدد من عمالقة الفن مثل رينيه ماغريت، وسلفادور دالي، وإيف تانغي، وماكس إرنست، وبابلو بيكاسو، وآندي وارهول. كانت هذه الأعمال تجذب الفنانين المعاصرين والشخصيات الثقافية البارزة إلى منزل كاربيداس للاستمتاع بمشاهدة هذه الكنوز الفنية

وتُقدّر قيمة المعروضات في المزاد بحوالي 79.6 مليون دولار أمريكي، ما يجعلها أغلى مجموعة من مالك واحد تعرضها سوذبيز في تاريخها الأوروبي.

ويقول أوليفر باركر، رئيس سوذبيز أوروبا: "لا أستطيع أن أتخيل مكانًا أكثر شمولية، خارج نطاق المتاحف الكبرى من هذا المكان لدراسة وتأمل روائع الحركة السريالية وما تلاها، والإحاطة بها".