سجّل سوق الساعات الفاخرة المستعملة أفضل أداء نصف سنوي له منذ مطلع عام 2022، ليقدّم بصيص أمل في مشهد قاتم يخيّم على قطاع الساعات الفاخرة.

ارتفع مؤشر بلومبرغ سابدايل للساعات، الذي يتتبع 50 ساعة هي الأكثر تداولاً من حيث قيمة المعاملات، بنسبة 5.3% خلال النصف الأول من عام 2025، وواصل هذا التعافي خلال الربع الثالث من العام. 

ومن بين أبرز الطرز التي قادت هذا الارتفاع جاءت ساعة دايتونا الذهبية من رولكس ذات الرقم المرجعي 116508 وساعة Aquanaut من باتيك فيليب ذات الرقم المرجعي 5167A.

واللافت أنّ ساعة Aquanaut تفوقت على نظيرتها نوتيلوس Nautilus، الطراز الرياضي الشهير، وهو ما قد يعكس توجهًا متناميًا نحو مزيد من البساطة وفقًا لما ذكرته كريستي ديفيس، مؤسسة منصة سابدايل اللندنية المتخصصة في بيع الساعات وتداولها.

قالت ديفيس، في تصريحها لوكالة بلومبرغ: "بالتأكيد ثمة ميل متزايد لدى الناس للبحث عن الفخامة الهادئة هذه الأيام، ويمثل طراز Aquanaut هذا التوجه مقارنةً بنوتيلوس".

ورغم أن هذا الانتعاش يبقى متواضعًا مقارنةً بذروة الازدهار في فترة الجائحة، حين أنفق المستهلكون المحاصرون في منازلهم أموالاً طائلة على الساعات الفاخرة، فإنه يُعد تطورًا لافتًا في وقت تواجه فيه مبيعات الساعات الجديدة تحديات كبيرة، أبرزها الرسوم الجمركية الأمريكية، ومنها ضريبة بنسبة 39% على الصادرات السويسرية، إضافة إلى تراجع الطلب المستمر في الأسواق الآسيوية.

ويستفيد سوق الساعات المستعملة أيضًا من الارتفاع القياسي في أسعار الذهب وقوة الفرنك السويسري، مدفوعًا بالرسوم الجمركية والحروب الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، ما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج وأسعار التجزئة للساعات الجديدة، في وقت يتجه فيه المتسوقون لتفادي فترات الانتظار الطويلة التي غالبًا ما ترافق شراء الطرز الجديدة، بحسب ديفيس. 

سوق الساعات المستعملة يشهد ارتفاعًا فيما مبيعات الساعات الجديدة تواجه صعوبات

Chrono24

أوضحت ديفيس أن الإصدارات الجديدة ذات الطلب المرتفع غالبًا ما تُطرح بكميات محدودة للغاية، ما يضطر المشترين إلى الانتظار أشهرًا وربما أكثر للحصول على ساعاتهم، فيما تتيح الأسواق الثانوية مثل Chrono24 وEverywatch إمكانية الوصول الفوري حتى إلى القطع المرغوبة.

في المقابل، يعاني سوق الساعات الجديدة تراجعًا حادًا، إذ تواجه علامات مثل رولكس وباتيك فيليب وأوديمار بيغيه ضغوطًا ناجمة عن قوة الفرنك السويسري وضعف الطلب العالمي على السلع الفاخرة. 

كما أعلنت مجموعة سواتش السويسرية Swatch Group AG، المالكة لعلامتي أوميغا وبلانبان، عن تراجع مبيعاتها بنسبة 7.1% خلال النصف الأول من العام، مشيرة إلى أن هذا التراجع يُعزى بالكامل إلى ضعف السوق الصينية، بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو.

كما انخفضت صادرات الساعات السويسرية بنسبة 5.6% في شهر يونيو، لتواصل مسارًا منخفضًا مستمرًا منذ عام كامل. وشهدت الشحنات إلى الولايات المتحدة، التي تُعد السوق الأولى لـصناعة الساعات السويسرية، إضافة إلى اليابان وهونغ كونغ، انخفاضًا ملحوظًا في ظل تباطؤ أوسع يشهده قطاع الرفاهية عالميًا.

تفاقمت الأمور مع فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 39% على الساعات السويسرية، وهي الأعلى بين الدول المتقدمة، ما يعني أن أسعار الساعات الجديدة ستصبح أكثر ارتفاعًا. 

ورغم دخول هذه الضريبة حيز التنفيذ، إلا أن  سويسرا لا تزال تواصل مساعيها التفاوضية مع واشنطن، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال تغيير هذا القرار لاحقًا، وكل ذلك يشكّل دافعًا إضافيًا للتوجّه نحو شراء الساعات القديمة والمستعملة.