أظهرت شركة صناعة السيارات الإيطالية أنونيما لومباردا فابريكا أوتوموبيلي. A.L.F.A ، بقيادة نيكولا روميو، بوادر العظمة منذ بداياتها. فمنذ تأسيس ما بات يُعرف لاحقًا باسم ألفا روميو عام 1910 في ميلانو ، سرعان ما بدأت سيارات الشركة بالهيمنة على سباقات التحمل الشهيرة مثل تارغا فلوريو Targa Florio وسباق الألف ميل، ولومان، خلال العقود الثلاثة الأولى من تاريخ العلامة.
ويُعزى جانب كبير من إرث ألفا روميو العريق إلى سلسلة طرز 8C، التي انطلقت بنسخة 8C 2300 عام 1931، ولا تزال تُعد من أندر السيارات الكلاسيكية في تاريخ صناعة السيارات الأوروبية والمطلوبة لدى كبار هواة الجمع. وسيُعرض أحد نماذج هذا الإرث العريق للبيع قريبًا.
سيارة ألفا روميو 8C 2300 لونغو كابريوليه 1932 للبيع
تستعد دار آر إم سوذبيز لعرض سيارة Alfa Romeo 8C 2300 Lungo Cabriolet بتصميم خاص من بينين فارينا (صانع الهياكل الخارجية الذي بات يُعرف باسم بينينفارينا)، مزودة بهيكل طويل ومقعدين مكشوفين، وذلك خلال مزاد مرتقب في مدينة ميلانو الإيطالية، ويتوقع أن يراوح سعر بيع السيارة بين 4 ملايين دولار و5 ملايين دولار.
يقول غريغ ماكليمان مدير المحتوى لدى آر إم سوذبيز في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا: "تُعد ألفا روميو 8C 2300 طرازًا مفصليًا وأشبه بسيارة خارقة في زمنها، لذا فإن ظهور واحدة من هذه السيارات النادرة في المزاد يُعد دائمًا حدثًا استثنائيًا".
تُعد ألفا روميو 8C من أوائل السيارات التي حملت لقب "سيارة خارقة" في الثلاثينيات، فلم يُنتج منها سوى 188 نسخة فقط حول العالم بين عامي 1931 و1933، وصُمم أغلبها للمشاركة في السباقات أو للعرض في المسابقات والفعاليات الدولية.
RM Sotheby's
يعود اسم الطراز إلى عدد أسطوانات المحرك وسعته، إذ زُوِّدت السيارة بمحرك مستقيم من ثماني أسطوانات بسعة لترين، وطوّر هذا المحرك المزود بشاحن فائق المهندس الشهير فيتوريو يانو، وأسهم في قيادة هذه السيارة نحو الانتصار في سباق تارغا فلوريو عام 1931 بقيادة الأسطورة تازيو نوفولاري. وفي العام نفسه، قاد نوفولاري وزميله جوزيبي كامباري سيارة 8C 2300 للفوز بالمركز الأول في سباق الجائزة الكبرى الإيطالي.
السيارة المعروضة للبيع، هي نسخة لونغو كابريوليه (يشير الاسم لونغو إلى أنها نسخة ذات قاعدة عجلات طويلة، مقارنة بنسخة كورتو Corto ذات القاعدة القصيرة) وهي تحتفظ بهيكلها الأصلي.
وبحسب وصف دار سوذبيز، فإنه "تقريبًا لم يكن معروفًا شيء عن تاريخ هذه السيارة المبكر حتى ظهرت الأبحاث الحديثة التي أجراها أرشيف تارغيه Archivio Targhe، وهو فريق متخصص صغير يعمل على إنشاء قاعدة بيانات للسيارات الإيطالية الكلاسيكية من عشرينيات حتى خمسينيات القرن الماضي.
ما هو معروف الآن هو أن السيارة تسلمها أول مالك لها في 23 نوفمبر عام 1932، وهو الأمير فيليبيرتو من سافوي-جنوة ، دوق بيستويا وجنوة آنذاك، وقد سُجلها حينها في مدينة تورينو تحت لوحة الأرقام TO-28241، ثم شارك بها في مسابقة مونتي كارلو للأناقة عام 1933، وقد حلت في المرتبة الثانية خلف سيارة أخرى من طراز 8C كانت مملوكة للبارونة مود فون تيسين.
RM Sotheby's
بعد أربع سنوات، وتحديدًا في 30 أغسطس عام 1937، باع الأمير فيليبيرتو السيارة إلى السائق الإيطالي الشهير فيتوريو بيلموندو، أحد ألمع نجوم سباقات السيارات في تلك الحقبة، والذي أجرى عليها تعديلات شملت إضافة شبك أمامي، وأجنحة معدلة وبعض التفاصيل الزخرفية الجديدة. وسُجلت السيارة من جديد في مدينة جنوة تحت لوحة جديدة GE-24759 كما لو كانت سيارة جديدة.
وتشير بعض المراجع إلى أن التعديلات البصرية التي أُجريت على هيكل السيارة كانت مستوحاة من تصاميم الشركات السويسرية مثل غريبر Graber ووربلاوفن Worblaufen.
لاحقًا، انتقلت ملكية السيارة إلى أحد المقيمين المحليين في إيطاليا، الذي ظل آخر مالك مسجل لها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
في عام 1949، ظهرت السيارة في سويسرا وهي مسجلة باسم الدبلوماسي الفرنسي جان-لويس بيير لينس قبل أن تُنقل في عام 1956 إلى المملكة المتحدة على يد خبير السيارات براين إكرسلي الذي لم يكن عمره يتجاوز وقتها 21 عامًا، وسجلها بلوحة الأرقام PXY 63 وظلت في حوزته لأكثر من أربعة عقود حتى وفاته في عام 1999.
خلال هذه الفترة، أضاف إيكرسلي بعض الزخارف الكرومية للهيكل، لكنه أبقى على التعديلات الأصلية التي أجراها بيلموندو في الثلاثينيات.
RM Sotheby's
بعد وفاة إيكرسلي، اشتراها مالكها الحالي من ورثته في مايو 1999، وأعاد السيارة فورًا إلى ورشة Cremoni Classics في مدينة مودينا الإيطالية لبدء مشروع ترميم شامل استمر بين عامي 2000 و2005، جرى فيه تفكيك السيارة بالكامل وإعادة تجميعها مع الحفاظ قدر الإمكان على القطع الأصلية. ووفقًا لدار سوذبيز "جرى إما ترميم الأجزاء أو تصنيعها من جديد وفق المواصفات الأصلية، أو تجهيزها بمكونات متوافقة مع فترة صنع السيارة".
وقد خضعت المحركات وأجهزة التروس والأجزاء الميكانيكية لترميم دقيق، بما في ذلك المحرك ثماني الأسطوانات فائق الشحن الذي أعيد بناؤه بالكامل، بينما أعاد الخبير جياني توريللي إصلاح رأس الأسطوانة الأصلي. وخلال عملية الترميم، عُثر على بقايا طلاء رمادي وقطع جلد أزرق، ما ألهم الألوان النهائية التي تطل بها السيارة اليوم.
شاركت في أبرز الفعاليات الدولية
تحت ملكية مالكها الحالي، شاركت هذه السيارة الأسطورية في أبرز الفعاليات الدولية، مثل مسابقة فيلا ديستي للأناقة Villa d’Este Concorso d’Eleganza، ومسابقة الأناقة في بيبل بيتش Pebble Beach Concours d’Elegance، ومعرض ريترو موبيل Retromobile، وكذلك في رالي الطرق كوبا ديلا بروجينا Coppa della Perugina التاريخي في إيطاليا.
لا تزال السيارة مؤهلة للمشاركة في هذه الفعاليات وغيرها. ويقول غريغ ماكليمان: "بفضل تاريخها الموثوق الذي يمتد من 1932 إلى 1949 والذي جرى الكشف عنه أخيرًا، تبدو السيارة جاهزة تمامًا للظهور في مسابقة كبرى أخرى".
بيع نموذج من ألفا روميو 8C 2300 كابريوليه لعام 1933، مقابل 4.515 مليون دولار في مزاد بيبل بيتش لعام 2023 الذي نظمته دار غودينغ أند كومباني. وبعدها، حققت نسخة 8C 2300 لونغو سبايدر سعرًا بلغ 4.075 مليون دولار في مزاد لدار آر إم سوذبيز في مونتيري العام الماضي.