لم يسبق أن شهدت سباقات الفورمولا إي Formula E طفرة تقنية بهذا الحجم، مع الكشف عن جيل جديد من السيارات يحمل اسم Gen4، الذي يُعدّ أكثر المركبات تطورًا في تاريخ البطولة. هذه المركبة ليست مجرد ترقية تقنية، بل هي إعلان صريح عن مستقبل السباقات الكهربائية، إذ إنها تجمع بين السرعة الفائقة، والمتانة العالية، والالتزام البيئي غير المسبوق.
تأتي سيارة الجيل الرابع Gen4 لتعيد تعريف حدود الأداء، إذ تبلغ قدرتها القصوى أكثر من 815 حصانًا، مع نظام دفع كلي نشط يضع التحكم بالدقة في يد السائق مهما تنوعت ظروف الحلبة. ومع مزايا الديناميكية الهوائية المتكيّفة، تنتقل السيارة بسلاسة بين وضعية التأهيل عالية الضغط ووضعية السباق منخفضة السحب، لتُتيح لكل فريق خيارات استراتيجية تعكس مقاربته الخاصة للفوز.
FIA
لكن التفوق الحقيقي لا يقف عند حدود القوة، بل يمتد إلى الذكاء في إدارة الطاقة. فأنظمة استرداد الطاقة في سيارة Gen4 تصل إلى 700 كيلوواط عبر الكبح الاسترجاعي، فيما يمنح وضع الهجوم 600 كيلوواط إضافية تفتح الباب أمام مناوراتٍ أكثر جرأة وتجاوزاتٍ أكثر دقة. هذه التناغمات الميكانيكية والكهربائية تضمن لسباقات الفورمولا إي إيقاعًا جديدًا أكثر إثارة.
FIA
ومع كل هذه القوة، تظل الاستدامة جوهر الفلسفة الجديدة. فقد صُمم هيكل Gen4 من مواد قابلة لإعادة التدوير بالكامل، مع اعتماد 20% من العناصر المعاد استخدامها مسبقًا، في حين تبلغ كفاءة المحرك نحو 100%، ما يسمح باستعادة حوالي 40% من الطاقة خلال كل سباق. إنها هندسة تُكرّس مفهوم الأداء النظيف من الفكرة حتى التنفيذ.
FIA
من البطاريات المنتَجة وفق معايير خلقية إلى الإطارات المبتكرة الصديقة للبيئة، تُجسّد Gen4 قناعة ثابتة بأن رياضة القمة يمكن أن تكون وجهًا آخر للاستدامة. ومع انطلاقها الرسمي في بطولة ABB FIA Formula E World Championship لموسم 2026-2027، تكتمل قصة التطور التي بدأتها البطولة منذ عام 2014، قصة تُلهم عالم السيارات وتضع المعيار التالي لما يمكن أن تكون عليه سباقات الغد.






