ألغيت عملية بيع لوحة تبلغ قيمتها 32 مليون دولار للفنان غوستاف كليمت، إثر انسحاب المشتري المجهول في هونغ كونغ من الصفقة الشهر الماضي بعد تعثّر اتفاق تسوية خاص بشأن استرداد اللوحة.
في عام 2024، بيعت لوحة "الآنسة ليسر" Portrait of Fräulein Lieser للفنان النمساوي غوستاف كليمت مقابل 32 مليون دولار فيما لم يشمل الرقم المحقق رسوم المزاد، وهو ما جاء عند الحد الأدنى لتقديرات ما قبل البيع التي تراوحت بين 32 مليون دولار و53.4 مليون دولار، وذلك خلال مزاد لدار إيم كينسكي im Kinsky بمدينة فيينا النمساوية.
ووفقًا لصحيفة دير ستاندارد Der Standard، فإن المشتري المجهول تمثّل في المزاد من خلال شركة باتي وانغ Patti Wong & Associates ومقرها هونغ كونغ.
وفي بيان صادر عن دار المزادات، وُصفت اللوحة بأنها "واحدة من أجمل لوحات كليمت الأخيرة، وإعادة اكتشافها حدثٌ نادر واستثنائي".
فاللوحة كانت مفقودة لما يقرب من 100 عام، ولم يكن يُعرف عنها سوى صورة بالأبيض والأسود التُقطت عام 1925. بعد ذلك، اختفى أثرها تمامًا، حتى ظهرت مجددًا في ستينيات القرن الماضي ضمن مجموعة خاصة، وانتقلت عبر ثلاثة أجيال وصولًا إلى مالكها الحالي الذي ورثها في عام 2022.
فشل صفقة بيع لوحة Portrait of Fräulein Lieser لغوستاف كليمت
imKinsky
بحسب موقع آرتنت نيوز، فقد ورث المالك الحالي اللوحة عام 2022. إلا أن الفترة الزمنية بين عام 1925، حين أظهرت الصورة الفوتوغرافية اللوحة بحوزة عائلة ليسر، وعام 1961، عندما سُجلت في ملكية عائلة المالك الحالي، لا تزال غير واضحة.
وقد عملت دار مزادات إم كينسكي على ترتيب تسوية بين المالك الحالي، وهو مواطن نمساوي خاص، وورثة عائلة ليسر، لتقاسم عائدات البيع.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحقبة الزمنية الغامضة تشمل الحقبة النازية، حين ضُمّت النمسا إلى ألمانيا بين عامي 1938 و1945. وقد أضفت هذه الخلفية التاريخية مزيدًا من التعقيد على وضع اللوحة القانوني، خصوصًا مع الغموض الذي يحيط بانتقال ملكيتها.
وكان الجدل حول هوية الشخصية المصوَّرة فيها، إلى جانب تعدد المطالبين بملكيتها، قد دفع المشتري المجهول إلي محاولة التفاوض على تسويات مالية مع ورثة أدولف وهنرييت ليسر، مقابل الحصول على 60% من عائدات البيع.
وبحسب ما أفادت به دير ستاندارد، نجح المشتري في التوصل إلى اتفاقات مع معظم الورثة، إلا أن أحدهم رفض التوقيع على الاتفاق، ما أدى إلى فشل الصفقة بأكملها.
وتُقدّر خسائر دار المزادات نتيجة فشل البيع بما لا يقل عن 1.7 مليون دولار، وفقًا لتقديرات الصحيفة النمساوية، في واحدة من أكثر الصفقات الفنية تعقيدًا في السوق الأوروبية المعاصرة.