تحتفي دار النشر الألمانية تاشن Taschen بأيقونة الفن السريالي سلفادور دالي من خلال إصدار كتاب يوثق مسيرته الاستثنائية، مقسمًا إلى ستة فصول زمنية تغطي رحلته منذ بداياته الفنية حتى سنواته الأخيرة.
يحمل الإصدار، المحدود في 10,000 نسخة بسعر 1,000 دولار للنسخة الواحدة، توقيع مؤسسة غالا - سلفادور دالي Gala-Salvador Dalí Foundation، ويأتي في مجلد ضخم يضم 434 عملاً فنيًا مطبوعًا بحجم ودقة لم يسبق لهما مثيل.
ويكتمل الإصدار بكتاب زمني يضع أعمال سلفادور دالي في سياقها التاريخي من خلال المذكرات، والبيانات الفنية، والرسائل، والتغطيات الصحفية، والرسوم التخطيطية.
المجلد محفوظ داخل صندوق فاخر مبطن بالمخمل الأسود، ويزن أكثر من 13 رطلاً.
من بدايات تمرده إلى تأسيس لغته السريالية
ينطلق الكتاب من سنوات دالي الأولى في كنف عائلة من الطبقة الوسطى العليا، حين واجه رفضًا من أكاديمية الفنون الجميلة في مدريد بسبب تمرده، قبل أن يغادر منزل العائلة إثر ارتباطه بحبيبته غالا. كانت تلك الحقبة زاخرة بالتحولات الفنية، إذ استوعب خلالها دالي تيارات الانطباعية، والتكعيبية، والمستقبلية، وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص.
وفي عام 1929، التحق بالحركة السريالية وقدّم أسلوبه المبتكر المعروف بالطريقة النقدية البارانويدية، الذي يدمج الهواجس اللاواعية مع التعبير الفني.
من هذه المرحلة وُلدت أيقوناته البصرية، مثل Melting Clocks (الساعات الذائبة)، وKeys (المفاتيح)، وAnts (النمل)، وCypress Trees (أشجار السرو)، إلى جانب أشهر لوحاته The Persistence of Memory (إصرار الذاكرة).
TASCHEN
الشهرة العالمية وفن ما بعد الحرب
يغطي الكتاب أيضًا صعود دالي من فنان منفي إلى شخصية عالمية بارزة، حين لاقت أعماله احتفاءً في الولايات المتحدة، وظهرت على غلاف مجلة تايمز.
وفي تلك المرحلة، نفّذ دالي عروضًا فنية أيقونية مثل Barbed Wire Harp (آلة الهارب) المصنوعة من الأسلاك الشائكة والملاعق، وتركيبه الفني الجريء في المعرض العالمي لعام 1939.
بعد الحرب العالمية الثانية، عاد دالي إلى أوروبا وبدأ في دمج الرموز الدينية والعلمية في أعماله، متأثرًا بالتطورات العلمية والنووية، ومقدمًا روائع مثل The Madonna of Portlligat (عذراء بولتيغارت)، التي عرضها على البابا بيوس الثاني عشر، معلنًا التزامه بالفن السريالي الديني.
أما الفصل الأخير من الكتاب، فيغطي الفترة بين عامي 1966 و1983، إذ استمر دالي في المزج بين العلم والتصوف والكلاسيكية، مستلهمًا أعمال عظماء مثل مايكل أنجيلو وفيلاسكيز.
وفي تلك السنوات، حوّل المسرح البلدي في فيغيراس إلى متحف مهيب يحمل بصمته ويضم رفاته، ليصبح نصبًا فنيًا ووجهة لعشاق فنه حول العالم.
بهذا الإصدار، تمنح تاشن عشاق الفن فرصة نادرة لاقتناء عمل يوثق عبقرية سلفادور دالي بأسلوب بصري وطباعي يليق بمكانته بوصفه أحد أعظم فناني القرن العشرين.