أعلنت دار سوذبيز عن تحقيق نتائج قياسية جديدة في مزاداتها الأخيرة للجواهر الراقية والساعات الفاخرة، التي نظمتها خلال شهر سبتمبر في العاصمة الفرنسية باريس، إذ بلغت مبيعاتها الإجمالية 10.9 مليون دولار، لتسجّل بذلك أفضل نتائج لها في مجال الجواهر بالعاصمة الفرنسية منذ عام 2018، وتُكرّس في الوقت نفسه نجاحها في تحقيق رابع مزاد على التوالي تُباع فيه القطع المعروضة كلها ضمن فئة الساعات الفاخرة.
وجاء المزادان ضمن سلسلة مزادات الرفاهية التي تنظمها الدار في باريس، والتي شملت أيضًا مزادات للحقائب الفاخرة. وفي بيانٍ رسمي، أوضحت الدار أن مزاد الجواهر الذي انعقد في 30 سبتمبر ضمّ 269 قطعة من الجواهر الراقية، وبلغت قيمته الإجمالية أكثر من 8.6 مليون دولار، مع بيع ما يقرب من نصف القطع بأسعار تجاوزت تقديراتها العليا.
وقد هيمنت على المزاد القطع العتيقة والكلاسيكية من كبرى دور الجواهر الباريسية، إذ ضمّ 33 قطعة من كارتييه، و14 قطعة من فان كليف أند آربلز، و10 قطع من بوشرون، إلى جانب ست قطع من الفنانة الباريسية المعاصرة ليديا كورتاي. كما شمل المزاد تصاميم نادرة من دور عالمية مرموقة خارج فرنسا، مثل غراف وبولغري ودي غريسوغونو.
أما الأحجار الكريمة الملوّنة النادرة، فقد استأثرت باهتمام الجامعين والمستثمرين على حد سواء، إذ حققت نتائج استثنائية خلال المزاد. وتصدّر القائمة خاتم بلاتيني مرصّع بالألماس يتوسّطه حجر غير معالج من ياقوت كشميري بقطع الوسادة وبوزن 10.68 قيراط، إذ بيع بسعر 817 ألف دولار، أي أكثر من ضعف تقديره الأعلى قبل المزاد.
وفي المرتبة الثانية حل خاتم من كارتييه مصنوع من البلاتين ومرصّع بالألماس، يتوسّطه حجر ياقوتي أزرق غير معالج من بورما بقطع الوسادة وبوزن 18.25 قيراط، وقد بيع بسعر 653 ألف دولار.
Sotheby’s
كما برزت ضمن المعروضات قطع بانثر الأيقونية من دار كارتييه، ومنها سوار من البلاتين والذهب عيار 18 قيراطًا، مُرصّع بأحجار ياقوت زرقاء مقطوعة بأسلوب buff-top وألماس دائري لامع، وتتوسّطه عينان من الزمرد بقطع الكمثرى وأنف من العقيق المصقول، وقد بيع بسعر 326 ألف دولار.
وشهد المزاد أيضًا بيع طقم بانثير نصف متكامل من كارتييه مكوَّن من قلادة وزوج من الأقراط، تتزيّن جميعها بصورة الفهد الشهير وهو يستلقي على حلقة من العقيق، وقد رصّع بالألماس والزمرد والعقيق. بيعت المجموعة بسعر 237 ألف دولار، متجاوزةً بكثير تقديرات ما قبل البيع.
ومن أبرز القطع التي لاقت إعجاب الخبراء خاتم Toi et Moi الفاخر، الذي جمع بين حجرين الياقوت الكشميري المخملي والزمرد الكولومبي النابض بالحياة، تتوسطهما ألماستان على شكل مثلث ضمن إطار أنيق. ويحمل الخاتم توقيع دار فاراوني، وقد بيع بسعر 237 ألف دولار، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف تقديره الأعلى قبل المزاد.
قالت ماغالي تيسير، رئيسة قسم الجواهر والساعات في سوذبيز فرنسا: "تؤكد هذه النتائج المكانة القوية والمتنامية لقسم الجواهر لدينا على الساحة الدولية.
وبعد أن استقطب المزاد جامعين متحمسين من مختلف أنحاء العالم، يمكن القول إن هذا الحدث يُعد أرقى مزاد جواهر نظمناه حتى اليوم، إذ سجّل رقمًا قياسيًا جديدًا للمبيعات في باريس بعد بضعة أشهر فقط من الرقم السابق".
Sotheby’s
وفي 18 سبتمبر، نظّمت الدار مزاد الساعات الفاخرة في باريس..
الذي قدّم 106 قطع نادرة من ساعات تُجسّد تاريخ صناعة الساعات الفاخرة، بدءًا من النماذج الكلاسيكية المنتقاة بعناية وصولاً إلى الإبداعات المعاصرة الفريدة، وقد بلغت حصيلته الإجمالية نحو مليوني دولار، مع تحقيق نسبة بيع كاملة بلغت 100% للمرة الرابعة على التوالي.
وسلّط المزاد الضوء على أبرز صنّاع الساعات الذين أسهموا في صياغة ملامح هذه الصناعة عبر العصور، من بينهم باتيك فيليب ورولكس وأوديمار بيغه، إلى جانب قطع استثنائية من كارتييه وبريغيه.
وجاءت ساعة جيب تاريخية من دار بريغيه تُعرف باسم Souscription Tact على رأس قائمة المبيعات. تعود الساعة إلى عام 1801 تقريبًا، وتتميّز بتقويمها الثوري المبتكر، وقد بيعت بسعر 165 ألف دولار، أي أكثر من ضعف تقديرها الأعلى قبل المزاد.
كما بيعت ساعة Baignoire من كارتييه لندن بسعر 113 ألف دولار، أي قرابة خمسة أضعاف تقديرها الأعلى، لتُسجّل بذلك رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا لهذا الطراز الأنيق من ساعات كارتييه.
وتتميّز الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر بسوار معدني مطابق، وكانت هدية من النجمة إليزابيث تايلور إلى صديقها المخرج جوزيف لوزي، ويُعتقد أن ذلك كان في عام 1967.
وقالت كاميل جوكر، رئيسة قسم المبيعات واختصاصية الساعات في دار سوذبيز فرنسا: "نحن في غاية السرور بتحقيق مزاد جديد بنسبة بيع كاملة، الأمر الذي يواصل سلسلة النجاحات المتتالية التي بدأناها منذ أكتوبر 2023، إذ أُغلقت مزادات الساعات في باريس بنسبة 100% من المبيعات، وهو سجلّ مثالي يعكس قوة السوق واستقراره موسمًا بعد آخر".
وتؤكد هذه النتائج أن سوق المقتنيات الفاخرة لا يزال يشهد ازدهارًا متصاعدًا، مدفوعًا بعودة الاهتمام العالمي بالقطع التراثية النادرة التي تجمع بين الحرفية الفنية والقيمة التاريخية.
وفيما تتسابق دور المزادات العالمية على تقديم روائع الجمال والتميّز، تواصل سوذبيز ترسيخ مكانتها بوصفها إحدى الوجهات الرائدة لعشّاق الفخامة الخالدة.