تتجه أنظار عالم الفن في 15 أكتوبر المقبل إلى دار كريستيز لندن، حيث يُعرض للمرة الأولى عمل بارز للفنان البريطاني كريس أوفيلي يحمل اسم بلوسوم Blossom (الزهرة البرتقالية) ويعود إلى عام 1997، مع تقديرات بيع أولية تراوح بين 1.3 مليون دولار و1.95 مليون دولار أمريكي.

اللوحة كانت جزءًا من مجموعة مقتني التحف والمصمم الدنماركي الراحل أوله فاروب الذي اشتهر بجمع أعمال بارزة على مدار نصف قرن. واليوم، تُطرح المجموعة كاملة في المزاد، مع تخصيص عائداتها لمؤسسة أولي فاروب للفنون Ole Faarup Art Foundation، التي تهدف إلى دعم الفنانين الشباب عالميًا، عبر اقتناء أعمالهم ووضعها في متاحف كبرى.

لوحة "بلوسوم" لكريس أوفيلي.. أيقونة بمواد غير مألوفة

أوفيلي، المولود في مانشستر من أصول نيجيرية، اشتهر بقدرته على مزج الرموز الدينية والثقافية الإفريقية مع الثقافة الشعبية، في أعمال تتجاوز حدود اللوحة التقليدية. 

وتجسّد لوحة "بلوسوم" هذه السمات بوضوح: صورة لامرأة تحمل رمزية الأم والطفل، تعلو رأسها زهرة برتقالية، فيما يدوَّن عنوان اللوحة عموديًا داخل كرات من روث الفيل، إحدى المواد غير التقليدية التي أصبحت توقيعًا خاصًا بأوفيلي منذ التسعينيات. 

كريستيز لندن تعرض لوحة "بلوسوم" لكريس أوفيلي بتقديرات تصل إلى مليوني دولار أمريكي

David Zwirner

إلى جانب ذلك، يزخر سطح العمل باللمعان والراتنج والطبقات النقطية المتلألئة التي تمنح المشهد قوة حسية وبصرية فريدة.

عام 1997، الذي شهد ميلاد لوحة "بلوسوم"، كان محطة فارقة في مسيرة أوفيلي؛ ففيه قدّم سلسلة معارض فردية بارزة في إنجلترا، من ساوثهامبتون إلى لندن ومانشستر، لترسّخ حضوره الفني وتضعه بقوة على قائمة المرشحين لجائزة تيرنر في العام التالي. 

ومن خلال فوزه بتلك الجائزة، أصبح أول رسام منذ أكثر من عقد ينال هذا التقدير، في وقت كانت تسود فيه الأعمال المفاهيمية التجريدية.

ومنذ عرضها في تيت بريطانيا Tate Britain عام 2010 ضمن أكبر استعراض لأعمال أوفيلي حتى ذلك الحين، ومرورًا بمتحف الفن المعاصر في نيويورك عام 2014، ظلّت لوحة "بلوسوم" حاضرة بوصفها أحد أعماله الأصدق تعبيرًا عن رؤيته الفنية. 

واليوم، تعود اللوحة إلى دائرة الضوء عبر مزاد كريستيز، لتقدَّم بوصفها أيقونة نادرة تختصر روح التسعينيات البريطانية، وتؤكد مكانة أوفيلي الرمزية في عالم الفن.