البطارية الصلبة.. ثورة في عالم الطاقة

يدرك عشاق السيارات أن مدى القيادة اليوم بات معيارًا أساسيًا لا يقل أهمية عن القوة الحصانية. وفي ظل القلق المتزايد من نفاد الطاقة بعيدًا عن محطات الشحن، برزت البطاريات الصلبة بوصفها حلاً استراتيجيًا. فهي أكثر كفاءة وأمانًا من بطاريات أيونات الليثيوم التقليدية، وتمنح مدى أطول ومن دون إضافة وزن كبير.

هذا وكانت مرسيدس قد أعلنت في فبراير عن مشروعها لاختبار هذه التقنية، بالتعاون مع شركة Factorial Energy الأمريكية، عبر تطوير حزم بطاريات متقدمة ضمن قسم Mercedes-AMG High Performance Powertrains. آنذاك، استهدفت الشركة تحقيق مدى يبلغ 997 كيلومترًا، وهو ما كان سيُعد إنجازًا في ظروف الاستخدام الواقعية. 

إنجاز قياسي يتخطى التوقعات

بعد ستة أشهر فقط، أثبتت مرسيدس أن رؤيتها تتجاوز مجرد الوعود. فقد انطلق النموذج المعدّل قليلاً من EQS في رحلة بين شتوتغارت بألمانيا ومدينة مالمو بالسويد، لمسافة 1,205 كيلومترات، ومن دون الحاجة إلى أي شحن إضافي. وبذلك تجاوز الرقم القياسي السابق الذي حققه نموذج EQS Vision EQXX عند قطعه المسافة بين شتوتغارت وسيلفرستون بإنكلترا.

وعند الوصول، بقي في البطارية طاقة كافية لقطع 136 كيلومترًا إضافيًا، لترتفع القدرة الإجمالية للنموذج إلى 1,340 كيلومترًا تقريباً. هذا المدى يعادل أكثر من ضعف أطول مدى لنسخة إنتاجية حالية من EQS، إذ لا تتجاوز 627 كيلومترًا. 

المستقبل بين يدي مرسيدس

يمثل هذا الإنجاز نقطة تحول كبرى في سباق السيارات الكهربائية الفاخرة. فهو لا يثبت تفوق مرسيدس التقني فحسب، بل يعكس التزامها بطمأنة زبائنها عبر تقديم حلول عملية وملموسة. 

كما أن الشركة الألمانية أوضحت أن ما تحقق ليس إلا بداية، مؤكدة أن إمكانات البطاريات الصلبة ستفتح آفاقًا جديدة لسيارات الإنتاج التجاري.

وبحسب تقارير متخصصة، فإن مرسيدس تستهدف إدخال هذه التقنية إلى سياراتها الفاخرة بحلول نهاية العقد الحالي، وهو ما قد يمنحها موقع الريادة في عالم التنقل الكهربائي الراقي.