أعلنت دار كريستيز للمزادات عن مزادها نصف السنوي في موسم الخريف بعنوان "فنون العالمين الإسلامي والهندي" الذي يضم مجموعة واسعة من البُسط والسجاد، ومن المقرر إقامته يوم 26 أكتوبر الجاري في مقر الدار الكائن بشارع كينغ في لندن. 

مقتنيات ثمينة

يعرض المزاد مجموعة متنوعة من السجاد والقطع الخزفية والمخطوطات والمنسوجات والأعمال الورقية والمعدنية القادمة من العالم الإسلامي. تنتمي هذه المقتنيات الثمينة إلى فترة زمنية طويلة تمتد من القرن التاسع حتى القرن العشرين، وتستعرض تشكيلة متنوعة من الأساليب الفنية، كما تأتي من منطقة جغرافية واسعة تمتد من إسبانيا وصولاً إلى آسيا الوسطى. وتشكل هذه المعروضات الثمينة احتفالاً بارزًا يليق بمعايير الحرف اليدوية التي لا تزال محل اهتمام كبير من جامعي التحف.

مزاد "فنون العالمين الإسلامي والهندي" يضم أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبسط

Christie's

يضم المزاد أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبُسط، مقدمًا نماذج رائعة تجسّد جمال التصاميم الاستثنائية التي انتشرت في مدن تركستان الشرقية، بما في ذلك ورش حرير أبرز وأفضل النساجين في إسطنبول، وصولاً إلى أدوات النسيج والغزل في القرى القوقازية ووسط الأناضول.

وتتصدر المزاد سجادة الإمبراطورية الصفوية سعف النخيل والطيور Palmette and Bird التابعة للمجموعة الخاصة بالبارون إدموند دي روتشيلد، والتي تنتمي إلى مدينة قزوين في شمالي بلاد فارس، ويعود تاريخها للربع الثالث من القرن السادس عشر وتقدر قيمتها بين 3 ملايين و 4 ملايين دولار. وتشكل هذه التحفة مثالاً متفردًا عن "العصر الذهبي" للمنسوجات والسجّاد وتحديدًا في عهد الإمبراطور الصفوي الشاه طهماسب.

مزاد "فنون العالمين الإسلامي والهندي" يضم أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبسط

Christie's

يعرض المزاد كذلك سجادة أخرى ترصد بتفاصيلها البصرية سحر قرية تابعة لمدينة الأناضول، ربما بلدة كارابينار، ويعود تاريخها للقرن السابع عشر فيما تُقدّر قيمتها بين 90 ألف و130 ألف دولار. وتعد هذه السجادة واحدة من بين خمسة نماذج أخرى فقط تحمل التصميم نفسه، كما أنها تحفة مفضلة لدى جيمس بالارد، رائد الأعمال الأمريكي المعروف بذائقته وشغفه الكبير بالبسط والسجاد، والذي وهب جزءًا كبيرًا من مجموعته الخاصة لصالح متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.

قالت لويز برودهيرست، مديرة قسم البسط والسجاد لدى كريستيز: "تفخر كريستيز بتقديم هذه التحف التاريخية التي تجسد تقنيات النسيج والحياكة وأساليبها المختلفة. وقد شكلت هذه المجموعة النادرة إضافة استثنائية إلى مقتنيات عدد من أبرز جامعي التحف وداعمي الثقافة والفنون، من بينهم البارون إدموند دي روتشيلد وجوردن غيتي".

مزاد "فنون العالمين الإسلامي والهندي" يضم أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبسط

Christie's

ومن أبرز المقتنيات المعروضة في المزاد أيضًا مبخرة برونزية كبيرة الحجم من مدينة خُراسان على شكل أسد تنتمي إلى المنطقة الشمالية الشرقية في إيران، ويعود تاريخها للقرن الثاني عشر، وتقدر قيمتها بين 500 ألف و700 ألف دولار.

وكان الأسد يرمز إلى القوة والسلطة في حقبات ما قبل التاريخ، وكان كذلك مفهومًا ثقافيًا بارزًا في الحضارة الفارسية وتحديدًا في الإمبراطورية الأخمينية. وتعد هذه المبخرة هي ثاني أكبر نموذج من المباخر المصنوعة بأسلوب الصب والقولبة.

مزاد "فنون العالمين الإسلامي والهندي" يضم أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبسط

Christie's

كما يُطرح في المزاذ طبق فخار إزنيقي يعود إلى الدولة العثمانية، وتحديدًا الفترة الممتدة بين عامي 1585 و1590. تتراوح القيمة التقديرية للطبق بين 80 ألف و110 آلاف دولار، وهو يُعد نموذجًا استثنائيًا عن تصاميم الأطباق الإزنيقية التي انتشرت في النصف الثاني من القرن السادس عشر. 

مزاد "فنون العالمين الإسلامي والهندي" يضم أكثر من 80 قطع نادرة وثمينة من السجاد والبسط

Christie's

ومن بين المعروضات الأخرى لوحة منغولية مصنوعة من القماش الفاخر بعنوان قماش من الذهب Cloth of Gold يدخل في تكوينها الحرير وشرائط معدنية. تنتمي اللوحة إلى منطقة آسيا الوسطى، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وهي تحفة قماشية نادرة اعتمد تصميمها على دمج الشرائط المعدنية في الغزل والحياكة. ولطالما كانت هذه المنسوجات التاريخية تستخدم في الملابس الخارجية أو التصاميم الزخرفية الداخلية في الخيم والمقرات الملكية.

وتشمل أبرز المعروضات التاريخية في المزاد خوذة نادرة من طراز Tombak من النحاس الذهبي تنتمي إلى الدولة العثمانية في أواخر القرن السادس عشر أو أواخر القرن السابع عشر، وكانت تُستخدم في المناسبات الملكية واحتفالات البلاط أو المواكب الاحتفالية.