يمتد معرض الملكة إليزابيث الثانية ليكشف عن تنوّع لافت في اختيارات الملكة، إذ أنها تتجاوز فساتين السهرات الفاخرة التي رافقتها في المناسبات الرسمية، مع قطع الخياطة العملية التي كانت جزءًا من تفاصيل حياتها اليومية. ومن بين أبرز المعروضات، يلفت الأنظار الفستان الأخضر التفاحي الذي ارتدته خلال مأدبة الدولة في واشنطن عام 1957، بحضور الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، والذي يُعدّ مثالاً راقيًا على ما يمكن تسميته بالأناقة الدبلوماسية.

لا يكتفي المعرض بعرض فساتين المناسبات الرسمية، بل يحتضن أيضًا قطعًا تاريخية شكّلت محطات فارقة في حياة الملكة إليزابيث، ومن بينها فستان زفافها الشهير وثوب تتويجها، وكلاهما من تصميم البريطاني نورمان هارتنل، ويعكسان لحظات مفصلية في مسيرتها الملكية. 

كما يضم المعرض فستان وصيفة الشرف الذي ارتدته عام 1934، في إشارة إلى بداياتها المبكرة في الحياة العامة. وإلى جانب هذه القطع التاريخية، تظهر ملابس الفروسية والأوشحة المميزة التي ارتبطت بها، لتكشف كيف تحوّلت الأناقة في حياتها إلى وسيلة تعبير شخصية لا تقل تأثيرًا عن الكلمات.

ومن بين المفاجآت اللافتة التي يكشف عنها المعرض، يبرز معطف شفاف مصنوع من البلاستيك، من تصميم هاردي آميس في ستينيات القرن الماضي. ويعد هذا المعطف قطعة غير تقليدية، وُصفت بأنها سابقة لعصرها في الابتكار، تعكس كيف كانت الملكة تواكب الحداثة بخيارات جريئة، من دون أن تتخلى عن بصمتها الخاصة في الأناقة.

ولأن إرثًا بهذا العمق لا يُعرض ببساطة هكذا، كان لا بد أن يتولّى تنسيقه نخبة من المصممين الذين يضاهون مستوى الأناقة التي يمثلها. ولهذا، يشارك في تنسيق المعرض كبار مصممي بريطانيا المعاصرين مثل إرديم موراليوغلو وريتشارد كوين وكريستوفر كين، الذين يرون في أناقة الملكة مدرسة متكاملة في الرمزية والحرفية والأصالة البريطانية.