منذ بداياته، ارتبط اسم وايث برسوم البورتريه الأيقونية، مثل لوحته الشهيرة للرئيس جون إف. كينيدي في عام 1967، والتي استعان بها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لتزيين مكتبه الخاص في البيت الأبيض.

تعود علاقة الصداقة بين وايث وآندي وارهول إلى سبعينيات القرن الماضي، إذ جمعهما شغف اقتناء الألعاب وزيارات متكررة لمتاجرها، إلى جانب تبادل الرسومات والبورتريهات. 

وفي عام 1976، عرضت قاعة كوي كير بنيويورك معرضًا مشتركًا جمع 36 عملاً، نصفها بيع في ليلة الافتتاح، ليؤرخ بداية رابط فني وإنساني مميز بين الفنانين.

رسومات تكشف الجانب الشخصي لوارهول

تُقدم أعمال جيمي وايث الجديدة رؤية عميقة لآندي وارهول في لحظات خاصة ومليئة بالحياة، تُظهره في حالات لم يعتدها جمهور الفن. من بين هذه الأعمال، لوحة بعنوان A.W. III at Ease (آندي وارهول الثالث في راحة)، التي تُجسد وارهول وهو ممسك بكلبه "آرتشي" في مشهد طبيعي وغير مصطنع. 

كما تتضمن المجموعة لوحة أخرى تُبرز وارهول بلا قميص، مكشوفًا أمام الكاميرا مع ندبته الشهيرة التي خلفتها محاولة اغتياله في عام 1968.

إلى جانب هذه اللحظات الخاصة، تتسم بعض اللوحات الأخرى بالألوان الزاهية التي تُظهر وارهول في بيئته اليومية، وهو مشغول بمكالمات هاتفية أو في أحاديث مع أصدقائه المقربين مثل فريد هيوز وكاندي دارلينغ.

مدير المعرض، أندرو شيلكوف، يصف هذه الأعمال بأنها تحمل طابعًا صحفيًا بامتياز، إذ إنها تعكس موهبة وايث الفائقة في التقاط اللحظات الحقيقية وتقديمها بوصفها رواية بصرية تنبض بالواقع، وتغوص في التفاصيل الدقيقة لشخصية وارهول خارج الأضواء.

إلى جانب آندي وارهول، يُخصص المعرض مساحة كبيرة لأعمال جيمي وايث التي تُجسد راقص الباليه الأسطوري رودولف نورييف، الذي التقى به في عام 1974. استمرت جلسات الرسم لمدة عام كامل، أنتج وايث خلالها مجموعة من الدراسات اللوحية التي تبرز رشاقة نورييف وطاقته المسرحية. 

من بين هذه الأعمال، نجد مشهد الانحناء الشهير في Curtain Call (ستار المسرح)، إلى جانب لحظات نادرة تُظهره في سكون تام، ما يعكس تنوع شخصيته الفنية وأداءه الاستثنائي.