فيما تستعد دار كريستيز في لندن لاستقبال مزادها الصيفي في الثاني من يوليو المقبل، تتجه الأنظار نحو منحوتة نادرة تجسّد أحد أشهر خيول السباقات في تاريخ بريطانيا: براون جاك Brown Jack.

التمثال البرونزي الذي يبلغ ارتفاعه 54 سنتيمترًا، يُعدّ أحد خمسة نماذج فقط نحتها الفنان البريطاني الشهير السير ألفرد مانينغز، الذي وُلد في ميل ميندهام بمقاطعة سوفولك عام 1878، وذاع صيته بوصفه أحد أعظم رسّامي الخيول في تاريخ الفن البريطاني. وقدّرت كريستيز قيمة المنحوتة بما يصل إلى 300 ألف جنيه إسترليني، نظرًا لندرتها وحمولتها الرمزية الكبيرة في عالم الفروسية.

القطعة الفريدة، المعروضة على طاولة، وصلت إلى كريستيز من متحف مانينغز للفنون في ديدهام بمقاطعة إسكس، وهي تتميّز بدقة تشريحية بالغة تعبّر عن براعة الفنان وولعه العميق بموضوعه المفضّل. 

وتقول المتخصصة في المنحوتات لدى كريستيز، سكارليت والش: "المنحوتة تمثّل تحية بصرية قوية لأحد أبرز الخيول في ذاكرة السباقات البريطانية. إنها تحفة فنية نادرة تُجسّد ولع مانينغز الأزلي بعالم الخيل".

كريستيز تعرض منحوتة نادرة لأيقونة السباقات "براون جاك" من توقيع ألفريد مانينغز

Christie's

أسطورة آسكوت الخالدة

براون جاك لم يكن مجرد حصان سباق ناجح، بل تحوّل إلى رمز شعبي في ثلاثينيات القرن الماضي، بفضل إنجازه الاستثنائي بالفوز في سباق آسكوت Ascot المرموق لست سنوات متتالية بين عامَي 1929 و1934، وهو إنجاز لم يُكرّر منذ ذلك الحين. 

جذب أداؤه المتّسق أنظار الصحافة والجمهور على حدّ سواء، وأصبح اسمه مألوفًا حتى لدى من لا يتابعون السباقات، وراحت صورته تتصدر العناوين وتزيّن الملصقات في برامج السباقات.  

كريستيز تعرض منحوتة نادرة لأيقونة السباقات "براون جاك" من توقيع ألفريد مانينغز

Christie's

على أن تألّق براون جاك لم يقتصر على المضمار، بل تخطّاه ليصبح أحد أبرز رموز الفروسية البريطانية وأكثرها احتفاءً في الثقافة العامة آنذاك.

تجدر الإشارة إلى أنّ أعمال السير ألفرد مانينغز لطالما استأثرت باهتمام جامعي الفنون حول العالم، محققة أسعارًا باهظة في مزادات مرموقة. ففي عام 2004، بيعت لوحته الشهيرة The Red Prince Mare (الأميرة الحمراء) في نيويورك بنحو 8 ملايين دولار، فيما شهد عام 2013 بيع لوحة تجسّد مشهدًا سباقات نيوماركت مقابل 482,500 جنيه إسترليني. 

وفي العام التالي، بيعت لوحة تجسّد مشهدًا من سوق الخيول لقاء 182,500 جنيه إسترليني، ما يعكس القيمة الفنية الراسخة لإرثه الإبداعي في تصوير عالم الفروسية.