منذ انطلاقه عام 1955 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، شكّل بينالي الإسكندرية منصة لأصوات فنية متجذرة في هويّاتها الوطنية، وجسرًا للتواصل بين دول المتوسط. إلا أن مسيرة هذا المعرض توقفت أكثر من مرة؛ أولها عام 2011 على خلفية الثورة المصرية. وبعد محاولة قصيرة للعودة في 2014، تعثرت المساعي بسبب التحديات المالية والسياسية.
واليوم، تستعد مدينة الإسكندرية، عروس المتوسط التاريخية، لاستقبال النسخة السابعة والعشرين من البينالي في سبتمبر 2026 تحت عنوان This Too Shall Pass (هذا أيضًا سيمضي). 

ويأتي هذا الحدث تحت إشراف الفنان المصري معتز نصر، ليجمع 55 فنانًا من ضفاف البحر المتوسط في لحظة استثنائية تعيد مصر إلى قلب الخريطة الثقافية العالمية.

بعد غياب دام 12 عامًا.. بينالي الإسكندرية يعود بروح جديدة

AFP

في نسخته الجديدة، يحرص بينالي الإسكندرية على الجمع بين إرثه العريق وروح التجديد، إذ تُقام معارضه في مواقع أيقونية من المدينة، تشمل المسرح الروماني، ومكتبة الإسكندرية، وقلعة قايتباي، ما يضفي على الحدث طابعًا تاريخيًا وثقافيًا متفردًا. 

إلى جانب المعرض الرئيس، تُخصص برامج موازية للفنانين المصريين الشباب، لتكون المنصة مساحة حقيقية لاكتشاف وإبراز جيل جديد من المبدعين.

ويؤكد نصر على البعد الرمزي لهذه العودة، موضحًا: "المشهد الفني في مصر يشبه بحيرة راكدة، وقد حان الوقت لإلقاء حجر يحرّك مياهها ويخلق موجة جديدة"، ليعكس البينالي بذلك دوره الثقافي، ويحاكي تطلعات المجتمع المصري نحو التغيير والانفتاح.

يُذكر أيضًا أن عودة بينالي الإسكندرية تكتسي أهمية خاصة في ظل جهود المنطقة لإعادة ترسيخ حضورها على الساحة الفنية العالمية. فالحدث لا يقتصر على استعادة مكانته بوصفه أقدم بينالي في العالم العربي، بل يسعى أيضًا إلى إعادة صياغة تواصله مع المدينة وجمهور جديد يبحث عن فنون تتجاوب مع الواقع المتغير.