من الناحية النظرية، لم يكن يُتوقّع لطراز روما Roma من فيراري – تلك السيارة ذات المقاعد الأربعة (2+2) والتي تنتمي إلى فئة التجوال الفاخر – أن يحظى بفصل ثانٍ في مسيرته. 
فقد أطلقت الشركة الإيطالية هذا الطراز عام 2020 ليكون منافسًا مباشرًا لمركبات مرموقة مثل 911 Turbo من بورشه و  Vantage من أستون مارتن، لكنه لم يعمّر أكثر من خمس سنوات. ورغم ذلك، حصدت Roma إشادات مختلفة، إذ وصفها أحد أبرز النقّاد المتخصصين بأنها "أفضل سيارة جي تي بمحرك V8 مجازة للطرقات".
ورغم هذا النجاح، إلا أن السيارة لم تسلم من بعض الانتقادات، أبرزها تصميم شبكها الأمامي المثقّب الذي أثار جدلاً واسعًا، إلى جانب نظام التحكم اللمسي داخل المقصورة، وخصوصاً زر التشغيل الرقمي، الذي كان مصدر امتعاض لدى كثير من عشّاق القيادة التقليدية.
الردّ من فيراري جاء حاسماً وأنيقاً على هيئة سيارة جديدة كلياً تحمل اسم أمالفي Amalfi وتُعد خليفة لسيارة Roma.

سيارة أمالفي تبصر النور

إن اختيار اسم أمالفي لم يكن عشوائيًا: ففيما ارتبطت Roma بروح الحياة الجميلة "لا دولتشي فيتا" التي ميزت إيطاليا في خمسينيات القرن الماضي وستينياته، فإن Amalfi تمثل النسخة المعاصرة من هذا المفهوم.

هذا وتهدف السيارة الجديدة إلى تصحيح ما لم يُرضِ الجمهور في سيارة Roma من فيراري، إلى جانب تقديم تحسينات شاملة على مختلف المستويات، ما يجعلها أقرب إلى تجديد منتصف دورة الإنتاج، لكن بطابع أكثر نضوجاً وجرأة.

Amalfi الجديدة من فيراري.. السيارة التي تصحّح كل ما افتقر إليه طراز روما

Ferrari

ملامح خارجية جديدة تتنفس أناقة

أول ما يلفت النظر في سيارة فيراري أمالفي هو التخلّي عن الشبك الأمامي المثير للجدل لصالح تصميم معدني أنيق بمصابيح أمامية مدمجة وشريط أسود نحيف. في الخلف، يتكرّر هذا الشريط البصري، محاطًا بأربعة مصابيح دائرية تُشكّل توقيع فيراري التصميمي المعروف. 

هذا وصرّح فلافيو مانزوني، رئيس قسم التصميم في فيراري، بأن كل نقطة في هيكل السيارة استفادت من بعض التعديلات مقارنة بما كان عليه الحال في طراز روما، ولو أن بعض التحسينات يبدو مألوفًا أكثر من غيره عند التدقيق.

السر في التفاصيل

من الداخل، تظهر التحسينات لتُرضي الأذواق الرفيعة التي لطالما طالبت بعودة الأزرار المادية. فقد استبدلت فيراري بالأزرار اللمسية على عجلة القيادة – بما فيها زر التشغيل – أخرى مادية واضحة الملمس، في خطوة ستسعد عشّاق التقاليد الأصيلة. إلا أن بعض العناصر اللمسية، مثل أدوات التحكم بالمرايا، ما زالت موجودة، وهو تفصيل لا يزال يثير بعض الجدل.

التجديد في المقصورة لا يقتصر على الوظائف فحسب، بل يشمل الشكل أيضاً. فقد أضيف عنصر وسطي مصنوع من الألمنيوم، لا يعزز جمال التصميم فحسب، بل يضفي إحساسًا رحبًا داخل المقصورة. كما جرى تعديل شاشة العرض الوسطية من الوضع العمودي إلى الوضع الأفقي، ما يجعلها أكثر انسجامًا مع التصميم العام.

Amalfi الجديدة من فيراري.. السيارة التي تصحّح كل ما افتقر إليه طراز روما

Ferrari

أداء معزّز وارتقاء بالهندسة الديناميكية في أمالفي 

تحت غطاء المحرّك، ما زال القلب ينبض بمحرك V8 من ثماني أسطوانات سعة 3.9 لتر، معزز بشاحن توربيني مزدوج، لكن مع تعديلات دقيقة رفعت القوة من 611 إلى 631 حصانًا، فيما بقيت قوة عزم الدوران عند 760 نيوتن متر. 

هذه الزيادة جاءت بفضل تحسين نظام الشحن التوربيني، واستخدام وحدات تحكم إلكترونية جديدة، وتحديث عمود الكرنك، ما منح سيارة أمالفي الجديد استجابة أسرع وتسارعاً من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 3.3 ثانية، ومن 0 إلى 200 كيلومتر في الساعة في 9 ثوانٍ.  

في المقابل، بقي ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذو القابض المزدوج والمكوّن من ثماني سرعات على حاله، لكن جرى تعديل نسب التعشيق في السرعات العليا لتعزيز الأداء. 

أما من الناحية الديناميكية، فقد جُهّزت السيارة بجناح خلفي نشط بثلاث وضعيات لمزيد من القوة السفلية، إلى جانب فتحات تهوية فعّالة مدمجة في المصابيح الأمامية، ما يقلل من مقاومة الهواء ويساعد على تبريد المحرّك. كما جرى تحسين نظام الكبح الكهربائي بنسبة تقارب 10%، ليمنح السيارة ثقة أكبر في الأداء العالي.