في أحد أكثر المزادات المنتظرة لهذا العام، أعادت دار سوذبيز التأكيد على مكانة الساعات الكلاسيكية بوصفها رمزًا للندرة والذوق الرفيع، عبر مزادها "الساعات المهمة: خذ دقيقة" Important Watches: Take a Minute الذي أُقيم في نيويورك. شهد المزاد مشاركة أكثر من 1,300 جامع من مختلف أنحاء العالم، واستحوذ المشترون على 98% من القطع المعروضة، بإجمالي مبيعات بلغ 20.4 مليون دولار.
Patek Philippe 2499 Second Series.. ساعة واحدة في العالم
تصدّرت النجمة النادرة من باتيك فيليب قائمة المزاد: ساعة 2499 - السلسلة الثانية التي تعود إلى عام 1957، والمصنوعة من الذهب الوردي، بيعت مقابل 4.3 مليون دولار لمشترٍ آسيوي، لتصبح أغلى ساعة يد تُباع في مزاد خلال عام 2025 وفقًا لدار سوذبيز.
وتُعد هذه الساعة من أبرز رموز التعقيد الكلاسيكي في تاريخ صناعة الساعات السويسرية، إذ تجمع بين آلية الكرونوغراف وآلية التقويم الدائم، في توليفة ميكانيكية سبّاقة تكرّس مكانة باتيك فيليب بوصفها مرجعًا في فنون صناعة الساعات الفاخرة.
ورغم أن هذا الطراز أُنتج في نحو تسع نسخ فقط مصنوعة من الذهب الوردي ضمن السلسلة الثانية، فإن هذه النسخة تحديدًا تُعد فريدة من نوعها، لأنها الوحيدة التي تحمل توقيع متجر "غوبّي ميلانو" Gobbi Milano التاريخي على الميناء، أسفل آلية عرض أطوار القمر.
هذه اللمسة النادرة، إلى جانب تناغم التصميم والبراعة التقنية، منحت الساعة طابعًا استثنائيًا جعلها تُصنّف بين "الكؤوس المقدسة" لهواة الجمع، وتُتوَّج بوصفها القطعة الأهم في المزاد من دون منازع.
Sotheby's
إحياء مجد آلية مُعيد الدقائق
ومن بين أبرز مفاجآت المزاد، تألقت ساعة باتيك فيليب 2524/1 النادرة، المصنوعة عام 1954، بوصفها جوهرة تاريخية ضمن آخر دفعة أطلقتها الدار السويسرية من ساعات مُعيد الدقائق، قبل أن توقف إنتاج هذه الآلية المعقدة مؤقتًا في ستينيات القرن الماضي.
هذه النسخة تحديدًا لم تُعرض في أي مزاد منذ أكثر من 35 عامًا، وتتميّز بتفردها على مستويين: فهي واحدة من نسختين فقط معروفتين من هذا المرجع صُنعتا في علبة من الذهب الوردي، كما أنها الوحيدة التي تحمل توقيعًا مزدوجًا على الميناء، وقد طُرحت للبيع في خمسينيات القرن الماضي عبر متجر "غوبلين" Gübelin السويسري الشهير.
وبالرغم من أن الساعة لم تصل إلى التقدير الأعلى البالغ 2.5 مليون دولار، إلا أنها أشعلت مزايدة حماسية بين أربعة مقتنين، لتُباع في النهاية مقابل 1.6 مليون دولار، مُسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا لهذا المرجع الاستثنائي. وجدير بالذكر أن المزاد ضمّ ست ساعات تحمل آلية مُعيد الدقائق، وقد حققت مجتمعةً ما مجموعه 4 ملايين دولار، ما يعكس الحضور القوي لهذا التعقيد الميكانيكي في السوق العالمية للساعات الفاخرة.
Sotheby's
رولكس دايتونا "بول نيومان" تُسجّل رقمًا قياسيًا
لم يكن مزاد دار سوذبيز ليكتمل من دون حضور قوي لعلامة رولكس، التي خطفت الأنظار عبر طراز نادر من مجموعة دايتونا Daytona الشهيرة، وتحديدًا الساعة ذات الرقم المرجعي 6241 المقترن باسم بول نيومان.
تعود هذه الساعة إلى فترة الستينيات، وتُعد من أندر النماذج التي أنتجتها رولكس، ليس لقيمتها التاريخية فحسب، بل لما تتميّز به من ميناء استوائي تحوّل لونه بمرور الوقت من الأسود العميق إلى درجات دافئة من البني الغني، بسبب التعرّض الطبيعي لأشعة الشمس، ما يضفي عليها طابعًا بصريًا فريدًا ومطلوبًا بشدة بين جامعي الساعات.
Sotheby's
تجاوزت هذه النسخة النادرة مختلف التوقعات المُسبقة التي راوحت حول 800 ألف دولار، لتُسجّل حضورًا لافتًا في المزاد وتُباع في النهاية مقابل 914,400 دولار لمشترٍ عبر الإنترنت، محققة رقمًا قياسيًا جديدًا لهذا المرجع الأسطوري، الذي لطالما ارتبط بإرث السباقات وتاريخ رولكس العريق في عالم الكرونوغراف.
وتعليقًا على نتائج المزاد، قال جيف هيس، رئيس قسم الساعات العالمي لدى سوذبيز: "تُظهر هذه النتائج عودة قوية لهواية جمع الساعات الكلاسيكية، قائمة على المعرفة والدراية، بعد سنوات طغت فيها الساعات الحديثة على السوق. اليوم، يتصدّر الشغف المشهد من جديد، فيما يراقب المضاربون من بعيد".
