رغم صفقة الاستحواذ البالغة 2.7 مليار دولار العام الماضي، والتي جمعت كلاً من ساكس فيفث أفنيو Saks Fifth Avenue ونيمان ماركوس Neiman Marcus تحت مظلة واحدة مع متجر بيرغدورف غودمان Bergdorf Goodman، يبدو أن تحالف عمالقة المتاجر الكبرى لم ينجح في الحفاظ على ولاء زبائن قطاع المنتجات الفاخرة.
فقد أظهرت بيانات حديثة من مؤشر "سيكند ميجر" Second Measure، التابع لمنصة بلومبرغ، أن مبيعات ساكس فيفث أفنيو تراجعت بنسبة 16% في الربع المنتهي في 30 يونيو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فيما انخفضت مبيعات نيمان ماركوس وبيرغدورف مجتمعة بنسبة 10%.
وسجّل شهر يونيو تحديدًا أسوأ تراجع، مع انخفاض مبيعات ساكس بنسبة 28%، وتراجع نيمان ماركوس وبيرغدورف بنسبة 26%. في المقابل، حقّقت متاجر بلومينغديلز ونوردستروم نموًا لافتًا، مع ارتفاع مبيعات كل منهما بأكثر من 10% خلال الفترة نفسها، فيما قفزت مبيعات بلومينغديلز وحدها بنسبة 13% في يونيو.
رغم محدودية البيانات التي يعتمد عليها المؤشر، والتي تُعطي أولوية لمشتريات البطاقات المدينة أكثر من الائتمانية، فإنها تظل مؤشّرًا فعّالاً على تحوّلات سلوك المستهلك، إذ يُعرف زبائن ساكس ونيمان ماركوس وبيرغدورف باستخدامهم المتكرر للبطاقات الائتمانية، على غير ما هو عليه حال زبائن بلومينغديلز ونوردستروم الذين يفضّلون الدفع الفوري.
خسائر تُضعف صورة ساكس
رجّحت المحللة ماري روس غيلبرت من بلومبرغ أن جزءًا من تراجع أداء مجموعة ساكس Saks Global يعود إلى تصاعد شكاوى الزبائن منذ مطلع العام، بما في ذلك مشاكل في التغليف ورفض طلبات الإرجاع، ما دفع العديد منهم إلى البحث عن بدائل أكثر موثوقية في تجربة التسوّق.
ويتفاقم هذا الوضع نتيجة الضغوط المالية التي ترزح تحتها الشركة، إذ اضطرت أخيرًا إلى الحصول على تمويل جديد لتسديد ديون متأخرة، بعد أن عمد بعض المورّدين إلى إبطاء أو إيقاف الشحنات خشية عدم الحصول على مستحقاتهم.
لكن ساكس ليست وحدها في هذا المأزق؛ فالتراجع طال قطاع الرفاهية بأكمله، وسط ضعف الطلب في دول آسيا وخصوصًا الصين، إذ جاءت مبيعات إل في إم إتش LVMH أقل من التوقعات في الربع الأول من 2025، فيما سجّلت غوتشي انخفاضًا بنسبة 25% وانخفضت إيرادات مجموعة كيرينغ المالكة لها بنسبة 12% نهاية عام 2024.
رغم هذه التحديات، إلا أن إدارة ساكس أبدت تفاؤلًا حذرًا؛ إذ أشار متحدّث باسم الشركة إلى أن متجرها الجديد على منصة أمازون حظي بترحيب إيجابي، كما بدأت وتيرة شحنات المورّدين بالارتفاع تدريجيًا بفضل التمويل الجديد، مع خطط لبدء سداد المستحقات المتأخرة اعتبارًا من يوليو المقبل.
وتعوّل ساكس على ترميم العلاقة مع مورّديها، بوصفها خطوة أولى أساسية لإعادة الاستقرار وتعزيز الثقة، تمهيدًا لاستعادة موقعها بين وجهات التسوّق الفاخرة.