الجدل حول الطائرات الأسرع من الصوت ليس جديدًا. فمنذ حقبة طائرة كونكورد، عانى القطاع تحديات تتعلق بالدوي الصاخب الذي تسبب في أضرار للأبنية وأزعج السكان، ما دفع السلطات إلى حظر التحليق الأسرع من الصوت فوق اليابسة. 
لكن اليوم ومع التطورات التقنية الحديثة، يدخل قطاع الطيران عهدًا جديدًا مع سباق عالمي لتطوير طائرات أسرع من الصوت بقدرة على التحليق من دون دوي اختراقي.

كانت البداية مع شركة بوم سوبرسونيك Boom Supersonic الأمريكية التي أعلنت مطلع هذا العام عن نجاح الاختبارات الخاصة بطائرتها التجريبية XB-1 التي اخترقت حاجز الصوت بسرعة 1.122 ماخ. 

والآن، تستعد الشركة للانتقال إلى اختبار طائرتها التجارية الأكبر حجمًا أوفيرتشر Overture، المصممة للتحليق بسرعة 1.7 ماخ، مع تقنيات متطورة تقلل أثر الموجة الصوتية على اليابسة.

طائرات أسرع من الصوت.. تجمع بين السرعة الفائقة والرفاهية الصامتة

Boom Supersonic

في المقابل، أعلنت شركة سبايك ايروسبيس Spike Aerospace أنها حققت تقدمًا جديدًا في تطوير طائرتها S-512 Diplomat، الموجهة خصوصًا لكبار المسؤولين الحكوميين وأصحاب الثروات الفائقة. 

هذه الطائرة، التي تستوعب 18 راكبًا، تستهدف تحقيق سرعة قصوى تصل إلى 1.6 ماخ، مع وعود برحلات صامتة فوق اليابسة.

إلى جانب كونها من الطائرات الأسرع من الصوت، تراهن S-512 Diplomat على تجربة رفاهية متكاملة. فالمقصورة الداخلية ستوفر مستويات ضوضاء لا تتجاوز 60 ديسيبل. وسيجري التخلي عن النوافذ التقليدية لصالح شاشات رقمية تمنح الركاب إطلالة مباشرة عبر كاميرات خارجية.

طائرات أسرع من الصوت.. تجمع بين السرعة الفائقة والرفاهية الصامتة

Boom Supersonic

ولم تأتِ هذه الوعود من فراغ، فقد أجرت سبايك في عام 2017 اختبارًا على نسخة مصغّرة من الطائرة أُطلق عليها اسم SX1.2 للتحقق من ديناميكيتها الهوائية. 

واليوم تستعد الشركة لاختبار نموذج ثالث عالي السرعة قبل الانتقال إلى بناء طائرة استعراضية كاملة بحلول العام المقبل، في خطوة ضرورية قبل الإطلاق التجاري المقرر عام 2031.

وإذا ما تحقق الوعد، فسيشهد العقد المقبل تحوّلاً ثوريًا في السفر الجوي، تتقاطع فيه السرعة الفائقة مع الرفاهية الهادئة لتعيد تعريف معنى السفر والتنقل بين القارات.