في منتصف القرن العشرين، ابتكر الفنان السريالي الشهير سلفادور دالي عقدًا استثنائيًا تحوّل مع مرور الزمن إلى رمز فني نادر. هذا العمل الإبداعي، المعروف باسم Swirling Sea (البحر الدوّار)، صيغ من الذهب الخالص عيار 18 بتصميم يحاكي حركة الموجات البحرية أو الشعاب المرجانية، وزُيّن بأحجار من الألماس البراق تضيف إليه لمسة من الفخامة المطلقة.
لا تقتصر زينة العقد على الذهب والألماس، بل تتدلى منه شرّابات أنيقة من اللؤلؤ الطبيعي تتخللها حبات ياقوت بألوان الأزرق العميق وحجارة زمردية خضراء، ما يمنحه طابعًا حيويًا نابضًا بالتفاصيل. أما العنصر الأكثر تفرّدًا فهو لؤلؤة كبيرة تتوسط التصميم وتنساب لتستقر عند قاعدة العنق، مبرزةً جمال الانحناءة الرقيقة فوق عظمة الترقوة.
Sotheby’s
وبعد أكثر من ستة عقود على ولادته، تجاوز العقد التوقعات في مزاد Surrealism and Its Legacy (السريالية وإرثها) لدى دار سوذبيز، إذ تضاعف سعره المبدئي الذي راوح بين 348 ألف دولار و580 ألف دولار، ليُباع بمبلغ 858 ألف دولار أمريكي في جلسة بيع استثنائية بتاريخ 24 أكتوبر، ارتدت خلالها أورِلي فاندفورد، إحدى أبرز المزايدات، هذه التحفة في أثناء تلقي العروض، لتجسّد أمام الحضور قيمة العمل الفني الذي لا يقدّر بثمن.
Sotheby’s
ما يضاعف من تفرّد هذه القطعة ليس جمالها فحسب، بل تاريخها المميز الذي ارتبط بأسماء لامعة في عالم الفن والمجتمع الراقي. فبعد أن جاءت الفكرة على يد سلفادور دالي عام 1954، تحوّل العقد إلى واقع في عام 1963 حين نفّذه أمهر صاغة نيويورك لدى شركة أليماني آند كو Alemany and Co في صياغة مذهلة من الذهب والأحجار الكريمة. وفي ذلك العام نفسه، اقتنته ساو شلومبرجيه، ليصبح جزءًا من إرث عائلي يروي قصة من الترف والفن الخالد.
Sotheby’s
وفي عام 2014، عادت سوذبيز لتكشف عن مجموعة الفنون والجواهر الراقية التي جمعها الزوجان، وكان عقد دالي جزءًا من مزاد للفن الانطباعي والحديث، مقدّرًا حينها بين 100 ألف دولار و150 ألف دولار أمريكي. اليوم، وبعد وفاة آن شلومبرجيه في أبريل الماضي، عاد هذا العمل الفريد إلى السوق مجددًا، ليؤكد أن قيمته لا تقاس بالذهب والأحجار الكريمة فحسب، وإنما بتاريخ من الأناقة والرمزية الفنية التي لا تتكرر.







