حينما يحل صيف عام 2026، ستشهد السماء واحدة من الظواهر الفلكية الأشد ندرة في القرن الحادي والعشرين، حين يعبر كسوف الشمس الكلي سماء أوروبا وشمال الأطلسي، ليمنح عشاق الفلك والمغامرة تجربة نادرة. 
من إسبانيا الغنية بتاريخها ومعالمها العريقة، إلى براري غرينلاند الجليدية، وصولاً إلى آيسلندا التي تمزج بين الفن والطبيعة، تنسج هذه الوجهات الثلاث لمتابعة كسوف الشمس الكلي تجارب استثنائية تجمع بين متعة الاستكشاف وروعة المشهد الكوني في لحظة واحدة.

إسبانيا.. بين الفلك والتاريخ

في 12 أغسطس 2026، تستعد إسبانيا لتكون واحدة من أبرز الوجهات لمشاهدة كسوف الشمس الكلي. في قلب منطقتي بلد الوليد وبورغوس، اللتين تقعان بالكامل ضمن مسار الكسوف، تنظّم منصة كابتشر ذا أطلس Capture The Atlas قمة فريدة للتصوير الفوتوغرافي تستضيف نحو 80 مشاركًا من حول العالم. 

خلال هذه القمة، سيتلقى الحضور تدريبات مكثفة على يد نخبة من المصورين العالميين، من بينهم آلان داير، ومايك شو، وميغيل كلارو، ودان زافرا، لتعلّم أسرار تصوير الكسوف، وتصوير الفاصل الزمني، وتقنيات المعالجة اللاحقة للصور، في أجواء ملهمة وسط كروم العنب في ريبيرا ديل دويرو.

وعلى بعد مسافة قصيرة، تبرز قلعة بينياراندا دي دويرو التاريخية، التي شُيدت في القرن العاشر، بوصفها وجهة أخرى مميزة في مسار الكسوف. 

يمكن زيارة القلعة ضمن جولة خاصة في منطقة ريبيرا ديل دويرو، يقودها مرشد فلكي يشرح تفاصيل الظاهرة لحظة بلحظة من موقع المشاهدة. 

وبعد انتهاء الكسوف، تمتد الأمسية لرصد زخات شهب البرشاوية التي تبلغ ذروتها في الفترة نفسها، ما يمنح الزوار فرصة الجمع بين تجربة فلكية نادرة واستكشاف إرث معماري يمتد لأكثر من ألف عام.

إسبانيا.. بين الفلك والتاريخ/ وجهات مميزة لمشاهدة كسوف الشمس الكلي

Spain.Info

غرينلاند.. رحلة إلى قلب البراري الجليدية

ينتقل المسار شمالاً إلى عالم مختلف كليًا، لينكشف أمام المسافرين عالم الجليد والمضائق العميقة في غرينلاند. على متن يخت لو ليريال Le Lyrial الفاخر من الشركة الفرنسية بونان Ponant، تبدأ مغامرة بحرية تمتد لأسبوعين نحو قلب واحد من أعظم المشاهد الطبيعية في العالم: مضيق سكورزبي Scoresby Sund، أكبر نظام خلجان على وجه الأرض. 

هناك، يتلاقى الكسوف الكلي للشمس مع خلفية مهيبة من الجبال الجليدية. تنطلق الرحلة من مناطق القطب الشمالي النائية، مرورًا بجزيرتي بسبيتسبيرغن ويان ماين، قبل بلوغ غرينلاند في لحظة ذروة فلكية نادرة.

الرحلة ليست مجرد إبحار في مياه متجمدة، بل تجربة علمية وثقافية متكاملة، إذ يشارك فيها رواد فضاء من وكالة الفضاء الأوروبية، لتقديم محاضرات ورؤى فريدة عن استكشاف الفضاء والظواهر الكونية. 

أما على متن اليخت، فتجمع المرافق بين الفخامة والراحة، من منتجع صحي على الطراز البالي إلى صالة سينما وتجارب طعام راقية، ما يمنح المسافرين توازنًا مثاليًا بين الرفاهية وروح الاستكشاف العلمي، في واحدة من الرحلات الأشد ندرة.

غرينلاند.. رحلة إلى قلب البراري الجليدية/ وجهات مميزة لمشاهدة كسوف الشمس الكلي

LiveAboard

آيسلندا.. الفنون تلتقي بالظاهرة الفلكية

ومع مغادرة أجواء غرينلاند القطبية، يحط المسار في أرض البراكين والينابيع الحارة: آيسلندا. في هليساندور، على شبه جزيرة سنايفلزنِس، يستضيف مهرجان الكسوف الآيسلندي أكثر من 3,300 زائر للاستمتاع ببرنامج متكامل يجمع بين العروض الموسيقية والفنية والمحاضرات العلمية. 

آيسلندا.. الفنون تلتقي بالظاهرة الفلكية/ وجهات مميزة لمشاهدة كسوف الشمس الكلي

Icelandia

يشارك في الحدث نحو 100 فنان ومتحدث، من بينهم رواد فضاء من ناسا، وفرقة ميدوزا Meduza الإيطالية الشهيرة بموسيقى الهاوس، وثنائي بوكا شيد Booka Shade الألماني المعروف بعروضه الإلكترونية الحية، ما يمنح المهرجان أجواء عالمية تنبض بالإبداع. 

آيسلندا.. الفنون تلتقي بالظاهرة الفلكية/ وجهات مميزة لمشاهدة كسوف الشمس الكلي

BlueLagoon

أما لمن يبحث عن تجربة مختلفة تمامًا في آيسلندا، فيمكنه التوجه إلى بلو لاغون، الوجهة الحرارية الأشهر وسط حقل الحمم البركانية. هناك ينتظر الزوار مشهد كسوف الشمس الكلي في أجواء من الاسترخاء والعافية، إذ يمكن الانغماس في المياه الدافئة الغنية بالمعادن، فيما تكتسي السماء بألوان وظلال نادرة خلال لحظة الكسوف. إنها تجربة تجمع بين رفاهية المنتجعات وسحر الطبيعة البركانية في آن واحد، ولذا تعد من أبرز الوجهات لمشاهدة كسوف الشمس الكلي.