جاء شهر أبريل حافلًا بمؤشرات استثنائية أعادت رسم معالم السوق الثانوية، إذ شهدت مبيعات الساعات الفاخرة المستعملة، لا سيما من رولكس وباتيك فيليب، ارتفاعًا لافتًا بلغ نسبة 160%.

وفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ، سارع هواة جمع الساعات إلى شراء الساعات المستعملة من السوق الثانوية بعد إعلان الرئيس ترامب في أوائل أبريل عن رسوم جمركية محتملة.

عادةً ما تشهد منصة Subdial، وهي منصة وسوق إلكتروني لتداول الساعات الفاخرة المستعملة، ارتفاعًا في المبيعات مع نهاية كل شهر عند حلول يوم الرواتب. لكن شهر أبريل كان مختلفًا بعض الشيء، إذ ارتفعت مبيعات المنصة بنسبة مذهلة بلغت 160% مقارنة بالمستويات التقليدية، متجاوزة الزيادة المعتادة البالغة 112% التي سجلتها المنصة خلال الأشهر السابقة من هذا العام. وشهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وجه الخصوص نموًا ملحوظًا، وفقًا لما صرّح به كريستي ديفيس، مؤسس المنصة لوكالة بلومبرغ.

وشهدت صادرات الساعات السويسرية بدورها استجابة مماثلة لمخاوف الرسوم الجمركية المحتملة التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية. خلال شهر أبريل تسابق صانعو الساعات وتجار البيع بالتجزئة حول العالم للحصول على الساعات السويسرية قبل بدء تطبيق الرسوم. 

ونتيجة لذلك، صدرت 1.3 مليون ساعة من سويسرا بقيمة إجمالية بلغت 3 مليارات دولار، ما يمثل زيادة بنسبة 18٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وجاءت الولايات المتحدة مجددًا في صدارة الدول المتأثرة بإعلان الرئيس ترامب، إذ قفزت صادرات الساعات إليها بنسبة بلغت 149% خلال الشهر نفسه.

صرح جان فيليب بيرتشي، المحلل في شركة فونتوبل الاستثمارية السويسرية لبلومبرغ، أن هذه الزيادة تُعزى بشكل مباشر إلى الرسوم الجمركية المحتملة، ولا تعكس بالضرورة ارتفاعًا في الطلب الفعلي. أما باقي الأسواق العالمية، فقد شهدت تراجعًا في صادرات الساعات السويسرية بنسبة 6.4% خلال شهر أبريل.

تزامن كل هذا مع ملامح انتعاش بطيء لكن ملحوظ . تراجعت أسعار الساعات المستعملة إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات خلال عام 2024، وذلك عقب ارتفاع هائل في أثناء جائحة كورونا. 

ووفقًا لما نشرته بلومبرغ، ارتفع مؤشر Bloomberg Subdial Watch Index من بلومبرغ، بنسبة 5.3% حتى شهر مايو، ما أنعش السوق إلى مستويات شبيهة بما كانت عليه في أكتوبر الماضي.

وتأتي هذه الموجة الجديدة من الإقبال على ساعات رولكس المستعملة بعد تقارير تفيد بزيادة الطلب على ساعات رولكس الذهبية في السوق الثانوية، إذ قفزت ثلاثة طرز منها إلى مراكز متقدمة في مؤشر Bloomberg Subdial Watch Index التابع لبلومبرغ منذ إطلاقه، متصدّرة قائمة الساعات الأكثر ارتفاعًا في الترتيب.

وكانت أسعار ساعات رولكس وباتيك فيليب المستعملة قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات في عام 2024، بعد أن شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال فترات الإغلاق خلال جائحة كورونا. حتى مايو، ارتفع مؤشر بلومبرغ لسوق الساعات المستعملة بنسبة 5.3٪ تقريباً، وهو ما يعادل مستويات السوق في أكتوبر الماضي. 

ورغم ذلك يبقى مستقبل الساعات المستعملة في السوق الثانوية غامضًا، في ظل احتمالات فرض مزيد من الرسوم الجمركية.  ولكن من المؤكد أن عشّاق الساعات سيبقون في حالة ترقّب دائم.