بين جدران حجرية تروي قرونًا من الحكايات، وتحت أسقف شاهقة تحرس أسرار الزمن، يأتي فيستا أوستوني Vista Ostuni ليضيف فصلًا جديدًا إلى تاريخ الضيافة في جنوب إيطاليا. 

هذا القصر العتيق، الذي تنقّل بين أدوار متعددة من دير إلى مصنع ، يستعيد اليوم حضوره من خلال مشروع ترميم معماري أنيق يوازن بين روح المكان القديمة وتفاصيل التصميم المعاصر، في قلب مدينة أوستوني الساحلية البيضاء بإقليم بوليا الإيطالي. 

في مدينة أوستوني، التي تتلألأ مبانيها البيضاء تحت شمس المتوسط، يجد الزائر نفسه أمام واحة من السكينة الإيطالية، حيث يتداخل التراث المعماري العريق مع اللمسات المعاصرة، ويتحوّل الماضي إلى تجربة حسية لا تُنسى. 

افتتح الفندق، من فئة الخمس نجوم، أبوابه رسميًا في شهر يوليو، معلنًا بداية فصل جديد لمجموعة فيستا Vista الإيطالية المستقلة في عالم الضيافة. وقد أُعيد إحياء القصر من خلال عملية ترميم حسّاسة وبصيرة أبدعها المهندس المعماري الشهير روبيرتو مورجيا من استوديو RMA في ميلانو. ونجح مورجيا في الحفاظ على أكثر من 6 آلاف متر مربع من المساحات الداخلية التاريخية، بدءًا من المدخل الكبير والأسقف المرتفعة إلى الدير الذي يغمره النور المنبعث من الزجاج المغطى.

ترميم قصر من القرن الرابع عشر يتحول إلى فندق فاخر في قلب أوستوني الإيطالية

VISTA Ostuni

وعند العتبة بين الداخل والخارج، ينساب المشهد الطبيعي من شرفات الفندق وساحاته، وتنكشف أوستوني البيضاء بكامل بهائها المتوسطي. هنا تنحدر الطرقات الحجرية نحو بحرٍ تُعانقه بساتين الزيتون وتنعشه نسائم عطرة تنتمي لهذا الركن من العالم وحده.

ومن بعيد، يمتد وادي إيتريا وسهل سالينتو، وتتكشّف بوليا في أبهى تجلياتها، من الزخارف الباروكية في ليتشي، إلى الطابع البيزنطي في برينديزي، فماتيرا وأساطيرها المنحوتة في الصخر. 

يضم الفندق 28 غرفة وجناحًا، تعكس جميعها مزيجًا مترفًا من تقاليد بوليا واللمسات الحديثة، وتتناغم فيها الألوان الحيادية المشرقة مع درجات دافئة ونابضة بالحياة، في واحدة من مناطق إيطاليا الأكثر سحرًا وجاذبية. 

ولا يقتصر مفهوم العافية في فيستا أوستوني على النادي الصحي الذي تتزين  جدرانه بمستحضرات Biologique Recherche الفرنسية، بل يمتد إلى أحضان الطبيعة، حيث يتحوّل المكان نفسه إلى تجربة علاجية. 

ترميم قصر من القرن الرابع عشر يتحول إلى فندق فاخر في قلب أوستوني الإيطالية

VISTA Ostuni

بين بساتين الزيتون الغنّاء، يُصبح الهواء النقي والضوء المتوسطي جزءًا لا يتجزأ من طقوس الاسترخاء. على أن الفندق يحتضن أيضًا مسبحين في الهواء الطلق، إلى جانب المسبح الداخلي، ومركز اللياقة البدنية المجهز بأحدث الأجهزة، ما يجعل من العافية أسلوب حياة، وليس مجرد تجربة عابرة.

بموازاة ذلك، يشرف الطاهي الحائز نجمة ميشلان أندريا بيرتون على مطعم الفندق الرئيس Berton al Vista، حيث يحتفي بمذاقات بوليا الغنية وتقاليدها الطهوية العريقة، مع تقديمها بأسلوب عصري يليق بمشهد الطهي العالمي. 

أما مطعم Bianca Bistrot، فيقدّم قائمة يومية غير رسمية على مدار اليوم بجانب المسبح وسط بساتين الزيتون، ما يجعله مكانًا مثاليًا للاسترخاء تحت أشعة الشمس. 

ترميم قصر من القرن الرابع عشر يتحول إلى فندق فاخر في قلب أوستوني الإيطالية

VISTA Ostuni

الجدير بالذكر أيضًا أن مهندس المناظر الطبيعية البلجيكي الشهير إريك دونت أبدع في تحويل المساحة الخارجية، الممتدة على ثلاثة هكتارات، إلى حديقة متوسطية تمنح الضيوف إحساسًا بالهدوء والاسترخاء، وتضم بساتين زيتون متوسطية ونباتات عطرية محلية.

صرحت بيانكا باسيرا، رئيسة مجلس إدارة فيستا، في بيان صحفي: "منذ لحظة اكتشافنا لهذا العقار، أدركنا إمكانياته الاستثنائية، وقد كان ترميمه عملاً مليئًا بالشغف سمح لنا بتكريم إرثه التاريخي، والتعاون مع حرفيين إيطاليين موهوبين، واستخدام مواد محلية مستدامة ومحلية المصدر لمنحه حياة جديدة".

من جانب آخر، أكّد الرئيس التنفيذي لويجي باسيرا، في بيان صحفي، أن الفندق يهدف أيضًا إلى تعريف المسافرين من حول العالم بأماكن أقل شهرة في إيطاليا من دون التخلي عن الفخامة.

تجربة فيستا لا تقتصر على الحضور في المكان فحسب، بل تتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك. فالفندق يرشد ضيوفه إلى جواهر خفية وروائع حصرية تشاركها بوليا مع قلة مختارة، من حديقة سحرية، إلى دروس طبخ أصيلة، وأنشطة رياضية في الهواء الطلق تكتسب بُعدًا خاصًا وسط هذا المشهد الخلاب. 

تبدأ أسعار الغرف من 1004 دولارات أمريكية لليلة الواحدة.